5 أخطاء عصفت بأحلام المنتخب المغربي في “الكان”
انتهى مشوار المنتخب الوطني المغربي في كأس أمم إفريقيا، عقب الخسارة في ثمن النهاية أمام جنوب إفريقيا بهدفين لصفر، في المباراة التي جرت مساء أمس الثلاثاء بملعب لوران بوكو بسان بيدرو.
وتسببت مجموعة من الأخطاء في خروج “أسود الأطلس” من دور الثمن، بعضها تكرر في مباريات سابقة في الدور الأول.
غياب النجاعة الهجومية
تواصل مسلسل تضييع الفرص السانحة للتسجيل في مباراة جنوب إفريقيا، وأهدر لاعبو المنتخب المغربي مجموعة من الفرص خاصة في الشوط الأول، قبل أن يفلح منتخب جنوب إفريقيا في هز شباك الحارس ياسين بونو.
وعانى المنتخب الوطني من نفس المشكل في مباراتي الكونغو الديمقراطية وزامبيا، إذ صنع العشرات من الفرص وسجل هدفا في كل مباراة من المباراتين المذكورتين.
اختيارات الركراكي
ارتكب الناخب الوطني وليد الركراكي خطأ فادحا عندما قرر الاعتماد على نصير مزراوي كظهير أيسر أمام جنوب إفريقيا، بعد غياب اللاعب عن مباريات الدور الأول، مقابل حضور محمد الشيبي كرسمي أمام تنزانيا والكونغو الديمقراطية، ومشاركة يحيى عطية الله في مباراة زامبيا.
غياب التنافسية لدى مزراوي كان واضحا منذ الشوط الأول، خاصة أن اللاعب غاب لما يزيد عن شهر ونصف عن الملاعب بسبب الإصابة، في حين أن البديل عطية الله كان أكثر جاهزية ويعرف معظم لاعبي جنوب إفريقيا جيدا، بحكم أنه واجههم عدة مرات في مباريات الوداد وماميلودي صن داونز.
احترام مبالغ فيه للمنافس
احترم وليد الركراكي منتخب جنوب إفريقيا أكثر من اللازم، فالمنتخب الذي دشن مشاركته في “الكان” بهزيمة أمام مالي بهدفين لصفر، لم يكن صعب المنال خلال الشوط الأول، بدليل وصول لاعبي “أسود الأطلس” بسهولة إلى مربع عمليات الخصم في الشوط الأول.
التحفظ المبالغ فيه للركراكي، والذي ظهر أيضا في مباراة الكونغو الديمقراطية، جعل الخصم يثق في إمكانياته أكثر فأكثر، ومع توالي الدقائق أصبح يبادر للهجوم ويشكل خطرا على مرمى الحارس بونو.
عدم المجازفة
ظل الركراكي وفيا لنفس النهج في جميع مباريات “الكان”، وحتى في ظل غياب الجناحين سفيان بوفال وحكيم زياش، لجأ الناخب الوطني إلى التغييرات الكلاسيكية، بالاعتماد على عبد الصمد الزلزولي وأمين عدلي، دون مجازفة أو إحداث تغيير على الشكل العام للأداء.
انتظر الركراكي حتى تقدم منتخب جنوب إفريقيا في النتيجة، ليرمي بورقة إسماعيل الصيباري في خط الوسط عوض سليم أملاح، إلى جانب الدفع بأيوب الكعبي إلى جانب يوسف النصيري لإحداث زيادة هجومية.
إدراك حجم المنتخب المغربي قاريا
من أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من مشاركة المغرب في كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار، إدراك الحجم الحقيقي للمنتخب الوطني على الصعيد القاري.
يملك المنتخب المغربي لقبا يتيما توج به سنة 1976، مثله مثل منتخبات كجنوب إفريقيا وزامبيا وتونس، والتألق في المحافل الدولية وبلوغ نصف نهائي كأس العالم، لا يعني بأي حال من الأحوال أن المغرب سيتسيد كرة القدم الإفريقية، بخصوصياتها ومميزاتها التي تختلف كليا عن مجابهة منتخبات من أوروبا وأمريكا.