الاولتراس المغربية تتحد وترفع شعار “لا كرة بدون جمهور”
نشرت العديد من روابط الاولتراس المغربية، بيانا موحدا تطالب من خلاله رفضها الكامل لعودة أنشطة كرة القدم مالم تسمح الظروف بحضور الجماهير، برفعها للافتة موحدة “لا كرة بدون جمهور”.
وتأتي هذه الخطوة من طرف الاولتراس المغربية، ضمن اتحاد التراس شمال إفريقيا والتي عبرت بدورها في كل من مصر، الجزائر وتونس، عن رفضها لقرار عودة الدوريات المحلية بدون جمهور.
وأكد بيان مجموعات الاولتراس، أن مايميز كرة القدم هو الاهتمام الذي نالته من الجماهير وذلك الشغف المنقطع النظير الذي استولت عليه عن غيرها من الرياضات، كما شدد على أنه يجب اعتبار صحة الناس أولوية قصوى والاهتمام بها، أما المنافسات الكروية خاصة و الرياضية عامة فليست في الظرف الحالي من الأمور الملحة التي وجب الإسراع في استئنافها.
وطالبت روابط الاولتراس، انطلاقا من مرجعيتها وإيمانا منها بأن كرة القدم لاشيء من دونها، أعلنت رفضها التام لعودة المنافسات بمنطقة شمال إفريقيا، ما لم تسمح الظروف بإجراء المباريات بحضور الجماهير.
وتابع البيان: “سندافع عن وجودنا الذي يعتبر العصب الوركي لكرة القدم، و الذي إن تضرر لن تقدر كرة القدم على السير أو الركض دون ألم. و سنسعى جاهدين للتصدي لكل المخططات الرامية إلى طمس الهوية الحقيقية لكرة القدم الجماهير”.
وفيما يلي نص البيان:
سنسألكم بداية عن إمكانية عيش سمكة خارج الماء ثم سنسألكم عن دور الرئة دون أوكسجين الهواء و بعدها سنخبركم بأن إجراء مباريات كرة القدم من دون جمهور ضرب من ضروب الغباء.
إن ما جعل كرة القدم تلقب بالرياضة الشعبية الأولى حول العالم هو الاهتمام الذي نالته من الجماهير و ذلك الشغف المنقطع النظير الذي استولت عليه دون غيرها من الرياضات.
و لعل أقوى عقوبة يعاقب بها المشجع هو المنع من تشجيع فريقه، سواء أ كان منعا فرديا كما هو الحال في بعض الدول أو منعا جماعيا كما هو الحال عندنا حين نعاقب باللعب من دون جمهور أو ما يسمى ب”الويكلو”.
و ما هذه العقوبات إلا دليل قوي على تمسك الجماهير بمدرجاتها، فالحدُّ الذي يقام على الشخص دائما ما يكون من أكثر الأمور التي لا يطيقها و أكثر ما لا نطيقه هو إبعادنا عن ديارنا الثانية : المدرجات.
و نحن الآن في زمن الوباء، يجدر بالجميع اعتبار صحة الناس أولوية قصوى و الاهتمام بها. أما المنافسات الكروية خاصة و الرياضية عامة فليست في الظرف الحالي من الأمور الملحة التي وجب الإسراع في استئنافها، إذ ينبغي التريث و عدم التهور كي لا تتحول كرة القدم من متعة للروح إلى سبب في هلاك الأرواح.
كما أننا، و في ظل التزامنا بالبقاء في منازلنا مع الخروج للعمل أو عند الضرورة فقط، لن نتمكن من تحمل مشاهدة أنديتنا من خلف شاشات التلفاز فذلك سيكون بمثابة تعذيب نفسي في زمن أصبحت فيه نفسياتنا محطمة من تلقائها.
و لسنا هنا نلعب دور الضحية أو نسعى لاستمالة أي كان. فنحن الجماهير و نحن قلب كرة القدم النابض. نحن من تُعلَن حالة الطوارئ عند غيابنا و نحن من لن نقبل بأن يتم تغييبنا تحت أي ظرف كان. نحن لن نسمح بأن يتم استخدام مكبرات الصوت لبث أهازيجنا و لا تعليق قطع كارتونية بها وجوه الأنصار لتعويض غيابنا. فنحن لسنا صوت هتاف و لا رؤوسا فوق أكتاف، بل نحن من تدور حولهم الكرة و من تهتز لأجلهم الشباك.
نحن أهل الأندية و أصحابها حتى لا يُخَيَّل لأي كان أن الأندية بضاعة في حوزته أو أننا زبناء نتهافت على سلعته لتزدهر بنا تجارته.و عليه، و انطلاقا من مرجعيتنا كمجموعات أولتراس و إيمانا منا بأن كرة القدم لاشيء من دوننا، نعلن رفضنا التام لعودة المنافسات بمنطقة شمال إفريقيا ما لم تسمح الظروف بإجراء المباريات بحضور الجماهير. سندافع عن وجودنا الذي يعتبر العصب الوركي لكرة القدم، و الذي إن تضرر لن تقدر كرة القدم على السير أو الركض دون ألم. و سنسعى جاهدين للتصدي لكل المخططات الرامية إلى طمس الهوية الحقيقية لكرة القدم : الجماهير.
و لهذه الغاية تقرر القيام بعمل مشترك بين مجموعات الأولتراس بشمال إفريقيا. إذ تم رفع رسالة كتب فيها NO FOOTBALL WITHOUT FANS بأحرف بيضاء رُسم أسفلها بالأسود خيال الجماهير و لوازمهم التشجيعية و خلفية بها خطوط صفراء و سوداء شبيهة بالشريط الذي وضعناه على بوابات الملاعب أو بين العارضة العلوية و القائمين لسدّ المرمى، شريط عادة ما نراه في محيط مسرح الجريمة ليمنع على الدخلاء تخطيه.
و بجرد العناصر يظهر المعنى جليا لكل عاقل. إذ على الدخلاء من أصحاب المصالح و المال عدم تخطي حدودهم و تجاوزها. فملاعب الكرة و الكرة كلاهما للجمهور الذي وضع شريطا لحماية ممتلكاته و عدم السماح لأي كان بتسخيرها وفق هواه. و أما الجريمة فنحن نطلعكم عليها قبل حدوثها لكي نتفاداها و نتجنب كل ما سيترتب عنها. فمن الواجب على الاتحادات المحلية و القارية ألا ترتكب حماقة إقصاء الجمهور، لأن أي إقصاء له سيكون بمثابة جرم في حق كرة القدم و قطع لرباطها الصليبي و طعن في شعبيتها.جملة NO FOOTBALL WITHOUT FANS ليست فقط حكرا على مدرجات شمال إفريقيا، بل هي عابرة للقارات و موحدة للمدرجات ضد من يستغلون كرة القدم و يسخرونها وفق مصالحهم و جامعة للجماهير حول مبدإ واحد : أنِ الكرة للجمهور و أنْ لا كرةَ من دون جمهور.