رياضات أخرى

برد وعزلة وغياب الطعام الساخن.. رياضيون ينتقدون الأولمبياد الشتوي بالصين

عشية انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية وعدت الصين العالم بتقديم ألعاب “بسيطة وآمنة ورائعة”، لكن بعد يومين فقط من انطلاق الفعاليات يواجه منظمو البطولة سلسلة من الشكاوى من طرف الرياضيين والوفود المشاركة بسبب نواقص على جبهات متعددة.

وذكر تقرير لصحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية أن الوفد السويدي اشتكى أن الطقس في الجبال بارد بشكل خطير، وقالت متزلجة بولندية إنها كانت تعيش في خوف في جناح منعزل في بكين وقد “بكت حتى جفت دموعها”.

وادعى الفنلنديون أن لاعب هوكي الجليد محتجز في الحجر الصحي دون سبب، فيما عبّر الألمان عن إحباطهم لعدم وجود طعام ساخن عند منطقة التزلج على المنحدرات.

وكان من المتوقع أن يواجه الرياضيون صعوبات في بكين نظرا لوجودهم في نظام “الفقاعة الطبية” الذي يمنعهم من مغادرة القرية سوى من أجل التدريب أو للمنافسة أو العودة إلى ديارهم. ومع ذلك، يعرب عدد متزايد من اللاعبين اليوم عن إحباطهم وقلقهم تجاه جوانب أخرى من تجربتهم في الألعاب الأولمبية الشتوية.

حرارة منخفضة

درجات الحرارة المنخفضة أمر عادي في الألعاب الشتوية، لكن الوفد السويدي يحث على تنظيم مسابقات التزلج الريفي على الثلج في وقت مبكر من اليوم بعد أن شوهدت المتسابقة فريدا كارلسون وهي ترتعش من البرد وتوشك على الانهيار في نهاية مسابقة التزلج للسيدات “7.5 كيلومترات + 7.5 كيلومترات”.

ووفقا لقواعد الاتحاد الدولي للتزلج على الثلوج يجب أن تتوقف المسابقات عندما تكون درجات الحرارة أقل من 20 درجة مئوية تحت الصفر، فعلى سبيل المثال عندما لعبت كارلسون أول أمس السبت كانت درجات الحرارة في المركز الوطني للتزلج الريفي في جبال تشانغجياكو (شمال غربي بكين) في حدود -13 درجة مئوية ولكن مع وجود الرياح كان الطقس أكثر برودة.

وقال رئيس الفريق السويدي أندرس بيستروم للصحفيين “هناك حدود لدرجات البرودة المسموحة، لكني لا أعرف ما إذا كانوا يأخذون أيضا بعين الاعتبار تأثير الرياح. مثلا، لو صرح الاتحاد الدولي للتزلج على الثلوج بأن درجة الحرارة تعادل -17 درجة وكانت هناك رياح مما يجعل درجة الحرارة تصل إلى -35 درجة ماذا سيكون القرار حينها؟”.

ودعا بيستروم إلى نقل سباق العدو السريع للسيدات في وقت مبكر من يوم الثلاثاء بسبب درجات الحرارة المنخفضة، وذكر أن “سباق التزلج انطلق الساعة الرابعة مساء، حيث أثر البرد كثيرا على فريدا كارلسون”.

عزلة وخوف

من جانب آخر، كشفت المتزلجة البولندية ناتاليا ماليزيوسكا -التي أُجبرت على التغيب عن سباق 500 متر على المسار القصير أول أمس السبت- أنها عاشت شعور الخوف وعدم اليقين خلال وجودها في جناح العزل في بكين بعد أن ثبتت إصابتها بكوفيد-19.

ويُسمح لأولئك الموجودين في جناح العزل بالخروج في حال لم تظهر عليهم أعراض، بالإضافة إلى خضوعهم لفحصين سلبيين لكوفيد-19 بفارق 24 ساعة بينهما، وقد سمح لماليزيوسكا بالعودة في النهاية إلى القرية الأولمبية، لكنهم أخبروها لاحقا بوقوع خطأ.

وتروي ماليزيوسكا ما حصل قائلة “أخرجوني من غرفتي على الساعة الثالثة صباحا، لقد كانت هذه الليلة مروعة، ونمت بكامل ملابسي في سريري لأنني كنت خائفة من أن يعيدوني في أي لحظة إلى جناح العزل، ثم تلقيت رسالة مفادها أنهم متأسفون وأنهم ارتكبوا خطأ، وأنني ما زلت أشكل تهديدا، ولا ينبغي أن أخرج من العزل”.

وأضافت “يجب أن أعود إلى القرية الأولمبية في أسرع وقت ممكن، لم أعد أستطيع استيعاب ما يحدث، لم أعد أؤمن بأي اختبارات وأي ألعاب أولمبية، لا يستطيع قلبي وعقلي تحمل هذا الأمر بعد الآن”.

ومنذ بداية وصول المشاركين إلى العاصمة الصينية في 23 يناير/كانون الثاني الماضي كانت نتائج اختبار كوفيد-19 إيجابية بالنسبة لأكثر من 350 مشاركا، بمن في ذلك العشرات من الرياضيين، ولا يزال الكثيرون في جناح العزل خائفين من أن تفوتهم المسابقات.

ومن بين هؤلاء الرياضيين لاعب هوكي الجليد الفنلندي ماركو أنتيلا الذي يعتقد فريقه أنه محتجز في العزل دون سبب.

وحسب الطبيبة الفنلندية ماريت فالتونين “من منظور طبي، نعلم أن شخصا مثل أنتيلا لم يعد معديا ولا يمثل أي خطر على الفريق الآخر، مما يدل على أن قرارات العزل هذه لا تستند إلى الطب أو العلم، وإنما هي قرارات مبنية أكثر على ثقافة البلد وسياسته”.

ونقل التقرير عن مدرب فنلندا يوكا يالونين قوله إن الوضع يؤثر على صحة أنتيلا العقلية، وأضاف “نحن نعلم أنه يتمتع بصحة جيدة، ونعتقد أن هذا هو السبب وراء عدم احترام الصين لحقوقه لسبب ما، وهذا يجعل الصين في وضع سيئ”.

آلام وبكاء

بدورها، عبرت المنافسة الروسية في ثنائية الرماية والتزلج للمسافات البعيدة فاليريا فاسنتسوفا عن تجربتها في الحجر الصحي في منشور لها على إنستغرام “معدتي تؤلمني، ووجهي شاحب للغاية ولدي هالات سوداء ضخمة حول عيني، أريد أن ينتهي كل هذا، إنني أبكي كل يوم، وأنا متعبة للغاية”.

وبعد تأجيل مسابقة التزلج على المنحدرات الثلجية للرجال إلى غاية يوم الاثنين بسبب الرياح العاتية اشتكى مدرب ألمانيا كريستيان شفايغر من عدم وجود طعام ساخن متاح للرياضيين، قائلا “كنت أتوقع أن اللجنة الأولمبية قادرة على تقديم وجبات ساخنة، لكن لم تكن هناك سوى رقائق البطاطس وبعض المكسرات والشوكولاتة”.

وأفادت اللجنة الأولمبية الدولية بأنها على علم بالشكوى وتعمل مع لجنة التنظيم لمعالجة هذه المشاكل.

وردت اللجنة على سؤال حول الوضع في فنادق الحجر الصحي “نحن نشعر بالأسف تجاه كل رياضي لا يستطيع المشاركة في الألعاب الأولمبية بسبب إصابته بكوفيد-19، لكن البروتوكولات وضعت لضمان سلامة الجميع خلال الألعاب الأولمبية”.

بعد فراره إلى أوروبا: لاعب الجيش الملكي يعلن نهاية تجربته مع الفريق العسكري




whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى