أكد حسن بنعبيشة، المدير التقني الجديد للوداد الرياضي، أنه عاد إلى فريقه الأم بمهام وأهداف واضحة، وأشاد بطريقة عمل المكتب المديري الحالي للنادي، التي وصفها بالاحترافية، كما تحدث في حواره مع “سيت أنفو” عن تفاصيل لقائه بالمدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، ومسألة الاستعانة بمدرب مساعد مغربي، وعن طموحات ومستقبل النادي.
بداية، ما هي مدة العقد الذي يربطك بالوداد؟
عقدي مع الوداد يمتد لموسمين رياضيين، وهو أمر لم أعهده من قبل عندما اشتغلت كمدير تقني للنادي، إذ كنا نكتفي بعقد لموسم واحد، وهي مدة غير كافية بالنسبة إلى مدير تقني للاشتغال وتطبيق رؤيته وتصوره بشكل صحيح.
عندما جالسك رئيس النادي، ما هي الأهداف التي قمتم بتسطيرها؟
أولا أود أن أشكر الرئيس هشام أيت منا على ثقته واحترافيته في العمل هو وباقي أعضاء المكتب. كل الأمور كانت واضحة وشفافة منذ البداية، وكل واحد يعرف حدود اختصاصاته، فهناك البلجيكي جاكي ماتيسين، الذي يشغل منصب مدير للتكوين في الوداد، في إطار مشروع التكوين الجديد الذي أطلقته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط، ومهامي داخل النادي ستركز أكثر على الإدارة التقنية، مع إمكانية إبداء الرأي فيما يتعلق بمديرية التكوين.
بمعني أن عملك لن يشمل الفئات الصغرى للوداد؟
المشروع الذي أطلقته الجامعة والذي عممته على جميع الأندية الوطنية، يشمل كافة الفئات الصغرى بغية النهوض بالأندية الوطنية، حتى تصبح قادرة مستقبلا على إنتاج لاعبين في المستوى حاصلين على تكوين ممتاز وعلى أسس علمية.
بالنسبة إلى مشروع التكوين، فهو لا يشمل العصبة وفريق الأمل ومدرسة النادي، وبالتالي سيكون هناك عمل على مستوى فئة الأمل وتواصل مستمر مع إبراهيم النقاش وعبد اللطيف نصير، حتى نرافق العناصر التي تستحق الصعود إلى الفريق الأول ونواكبها بالتدريج، وهناك تلاقي في هذا الباب مع المدرب موكوينا، الذي يهتم بشكل كبير باللاعبين الشباب، وكان هذا واضحا منذ مجيئه إلى الفريق وإقحامه للاعبين من الأمل والشبان في معسكر الوداد الذي سبق انطلاق الموسم، إلى جانب اهتمامه بكأس التميز، الذي يعرف مشاركة اللاعبين الشباب، وحرصه على تنظيم مباراة لفريق الأمل بصفة أسبوعية.
ما هي حدود اختصاصاتك بالنسبة إلى الفريق الأول؟
بالإضافة إلى مختلف المهام التي يزاولها المدير التقني، سيكون لي دور مهم فيما يتعلق بالانتدابات، بتنسيق مع المدرب موكوينا، فبعد التعرف على احتياجات المدرب بالنسبة إلى سوق الانتقالات في المغرب، سأعمل على التنقيب عن العناصر التي يحتاج إليها والتي تطابق المعايير المطلوبة، سواء كان الأمر يتعلق بلاعبين أحرار أو متعاقدين مع أندية أخرى، فضلا عن التقييم المستمر للاعبي الأمل ولحصيلة الفريق الأول.
ما هو الانطباع الذي خرجت به بعد لقائك بموكوينا؟
التقيت بموكوينا ثلاث مرات، إنه مدرب محترف وطموح جدا، ومستمع جيد، يعرف كيف ينصت إلى الآخر، ولديه مشروع كبير مع الوداد ويرغب في البقاء هنا لعشر سنوات وقيادة الفريق إلى أعلى المراتب محليا وقاريا ودوليا.
أثق كثيرا في قدرة موكوينا على تحقيق نتائج مرضية مع الوداد، ويجب أن يضع الجميع في اعتباره أن الفريق غير جلده بنسبة 99 في المائة، سواء إداريا أو رياضيا، وبالتالي فأي مدرب كيفما كان سيحتاج إلى وقت كافٍ قبل البدء في حصد النتائج الإيجابية التي ستأتي مع توالي المباريات.
لقد وجد موكوينا أمامه فريقا جديدا، بعد رحيل جميع الركائز الأساسية التي شكلت العمود الفقري للوداد على مدى سنوات، وشرع في العمل مع لاعبين قادمين من مدارس مختلفة ومتنوعة، ويلزمه الوقت لتحقيق التجانس المطلوب، زد على ذلك مشكل الملعب، لأن الفريق يستقبل بعيدا عن مركب محمد الخامس للموسم الثاني على التوالي، وهذا عامل آخر مؤثر، وأود على العموم أن أطمئن أنصار الوداد بأن الفريق سيكون في أحسن الظروف مع موكوينا ومع الإدارة الحالية.
بالحديث عن الإدارة، كيف وجدت الأجواء هذه المرة داخل الوداد؟
بأمانة، الوداد يتوفر على مكتب مسير يعمل بجد والأهم أن كل فرد يعمل وفق خطة مضبوطة دون وجود أي تداخل في الاختصاصات بين هذا وذاك، وهذا أمر لم ألمسه للأسف في فترات سابقة اشغلت فيها داخل النادي، حيث كنت تجد شخصا واحدا يزاول عدة مهام في نفس الوقت.
حاليا هناك مدير مشروع، ومسؤول عن التكوين، ومسؤول عن الموارد البشرية ومسؤول عن الحسابات ومسؤول عن اللوجستيك والبنيات التحتية وغيرها من الأمور. العمل لا يتوقف داخل الوداد، وكل فرد يشتغل من منطلق اختصاصاته دون التدخل في اختصاصات الآخرين، وهذا معطى إيجابي للغاية، وهذا النموذج كان ناجحا في تونس، التي مرت إلى الاحتراف انطلاقا من سنة 1996، فيما يتعلق بالجانب الإداري، ثم توالت النتائج الإيجابية على صعيد الأندية التي تسيدت البطولات الإفريقية أو بالنسبة إلى المنتخب.
هناك حديث عن تعيين مدرب مساعد من اللاعبين السابقين للوداد. هل هناك اتفاق مع أحد الأسماء؟
للإشارة، فالمدرب موكوينا هو الذي كان سباقا إلى طلب التعاقد مع مساعد ثان من جنسية مغربية، تتوفر مجموعة من الشروط، وهذا أمر لم يفرض عليه من قبل الإدارة.
لقد أصر موكوينا على جلب مساعد مغربي ينضم إلى طاقمه التقني، ونحن بصدد دراسة “البروفايلات” الموجودة أمامنا، وهناك شروط حددها المدرب، أبرزها معيار الكفاءة العلمية وضرورة التوفر على شهادات عليا في التدريب، إلى جانب إجادة اللغة الإنجليزية، ومعرفة أدق تفاصيل وخبايا منافسات البطولة.
هل سيكون الوداد في حاجة لدخول “الميركاتو” الشتوي قبل المشاركة في مونديال الأندية؟
قد يحتاج الفريق إلى 3 أو 4 لاعبين خلال فترة الانتقالات المقبلة، وسنرى احتياجات المدرب موكوينا، في حالة ما إذا كان يرغب في تعزيز بعض المراكز بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة، وأنا على ثقة بأن الوداد سيقدم كرة جميلة في كأس العالم للأندية، وأن الفريق سيكون أكثر تجانسا خلال الصيف المقبل.