فلاحون وراء تتويج رياضي بارز بالذهب الأولمبي
ساهم فلاحون في منطقة نائية في تتويج رياضي بارز بالذهب الأولمبي خلال دورة باريس، المنعقدة حاليا بالديار الفرنسية إلى غاية يوم غد الأحد.
ونجح نديم إرشاد في منح باكستان أول ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد بعد الفوز في منافسة رمي الرمح في مفاجأة لم يكن يتوقعها أشد المتفائلين.
ولم يكن لنديم أن يفوز بالذهب لولا التضحيات الكثيرة التي قام بها منذ الطفولة، إذ تستحق قصته أن تخرج في فيلم سنمائي يستحق جوائز الأوسكار للتميز.
وينتمي نديم لعائلة من 7 أطفال، رب أسرتها عامل بناء، في قرية بجنوب إقليم البنجاب. شقيق نديم الأكبر، يقول أنهم كانوا يتناولون اللحم مرة واحدة فقط خلال العام، وهو يوم عيد الأضحى المبارك.
وكان نديم طفلًا رياضيًا بإمتياز. يلعب رياضات متعددة مثل كرة القدم، الهوكي، البادمنتون، وأحيانًا يركض، وبكل تأكيد يمارس رياضة الكريكيت، اللعبة الأشهر في باكستان، والتي كانت رياضته المفضلة كذلك.
رغم امكانياته الهائلة، والد نديم وشقيقه الأكبر أقنعاه بألا يكون لاعب كريكيت، نظرًا لصعوبة تحقيق هذا الأمر، وأن يتجه إلى ألعاب القوى بسبب بنيته الجسدية التي ستساعده على تحقيق أهدافه وطموحاته.
اقتنع نديم فعلًا، لكن واجهته معضلة الإصابات وبعض المتاعب المالية بسبب حال عائلته الصعبة، إلا أن فلاحي منطقته كانوا يجمعون له المال من أجل شراء المعدات اللازمة، ومن أجل التكفل بتكاليف سفره إلى مختلف المدن للمشاركة في المنافسات الرياضية.
لاحقًا، لفتت امكانياته أحد كشافي إقليم البنجاب، وحصل على تأهيل أفضل، وأصبح يشارك بإستمرار في مختلف المنافسات واكتسب خبرات إضافية، حتى بات يشارك في بطولات دولية وليس محلية فقط.
قبل أولمبياد باريس، عانى نديم بتأمين المعدات اللازمة من أجل الاستعداد للمنافسات التي انتظرها طوال حياته، ومثل المعتاد، شعبه كان حاضرًا لمساعدته قدر الإمكان، رغم صعوبة التحضير بسبب عدم وجود المرافق المناسبة للتدريب.
وحتى أنه قاتل من أجل حصوله على منحة مالية من الاتحادات المعنية من أجل تمويل سفره إلى باريس وكل ما سبق لها من تحضيرات.
قبل أيام من حصوله على الميدالية الذهبية بعد تحطيمه الرقم القياسي الذي صمد لمدة 16 عامًا، صرّح نديم: “شرف عظيم تمثيل بلادي في الأولمبياد، لكن هذا ليس الشيء الوحيد الذي أتمناه. هدفي الرئيسي هو رؤية علم بلادي مرفوعًا بينما أضع الميدالية الذهبية حول عنقي.”
وبالفعل مساء الخميس الماضي، وقف نديم على منصة التتويج، واضعًا الميدالية الذهبية حول عنقه، وردد كل كلمات النشيد الوطني الباكستاني بعد إنجازه الكبير