لامين يامال.. من الفقر في ضواحي برشلونة إلى قمة هرم النجومية
يواصل لامين يامال إبهار العالم بأرقامه القياسية المبكرة، وجعله بعد الهدف الذي سجله يوم الثلاثاء في المباراة التي انتهت بالفوز على فرنسا (2-1) أصغر لاعب يسجل في بطولة أمم أوروبا، وهي ذكرى لن تنساها، منطقة سكنه روكافوندا في كتالونيا (شمال إسبانيا)، التي يبرز فيها الفخر به بين جيرانه.
وُلد لامين يامال في (إسبلوغيس دي يوبريغات، برشلونة) خلال عام 2007 لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، وقضى جزءًا من طفولته في هذا الحي المتواضع في ماتارو، حيث يعاني نصف السكان تقريبًا من الفقر، والذي يهدي إليه أهدافه برسم “304” بأصابعه، وهو آخر أرقام الرمز البريدي للمنطقة الكتالونية (08304).
وقال كارلوس سيرانو، صاحب مقهى “إل كوردوبيس”، حيث يعتبر والد لامين زبونًا دائمًا وتربطه به علاقة رائعة، لوكالة الأنباء الإسبانية “EFE“: “لطالما كانت روكافوندا في الأخبار بسبب أمور سيئة، وقد حان الوقت لتظهر في الأخبار بسبب أمر جيد”؛ ويزين المقهى أول قميص لابنه كمحترف مع توقيع شخصي له تكريمًا للدعم الذي كان يقدمه سيرانو للعائلة من حين لآخر.
وفي هذا الصدد، قال الرجل الذي يدير المقهى مُنذ 30 عامًا: “كان الأب يأتي لتناول القهوة في السابعة صباحًا ثم يصطحب الصبي للتدريب مع برشلونة، كان يقول إن القميص كان يجب أن يكون لي بسبب المساعدة التي قدمتها له، لكن هذا بيني وبينه”.
مشاجرات مع والد لامين يامال
عند الحديث عن الفتى، يتذكر سيرانو كراته في الساحة المجاورة للمقهى، والتي غالبًا ما كانت تنتهي في الطريق، وكانت سببًا في العديد من الشجارات مع والد اللاعب منير نصراوي.
وقال الرجل، الذي رأى لامين يامال البالغ من العمر 16 عامًا آخر مرة قبل أشهر، عندما أهداه نسخة موقعة من قميصه وقدم له عصير برتقال طازج: “من قبل، كنا نعرفه طوال حياتنا، كنا نعرف أنه سيكون لاعبًا مختلفًا؛ يمكنك أن ترى ذلك”؛ ومنذ ذلك الحين، ازداد عدد زوار متجره أضعافًا مضاعفة، حيث يأتي الصحفيون ومشجعو برشلونة والمتفرجون الفضوليون لرؤية القميص الذي أهداه له.
وأشار سيرانو: “لامين يامال يأتي الآن قليلًا، لرؤية جدته، لكنه يغادر بسرعة لأن الأطفال يتهافتون عليه ويطلبون منه التوقيعات والقمصان وتذاكر للمباريات”.
وفي المقهى، مكان لقاء الزبائن الدائمين، يعرضون الأخبار على التلفاز، حيث يظهر هدف لامين في المباراة التي انتهت بالفوز على فرنسا في نصف النهائي، وهي لحظة تتحول فيها جميع الأنظار من القميص الموقع إلى الشاشة.
وكان أول ظهور للاعب لامين يامال مع الفريق الأول لبرشلونة في 29 أبريل/ نيسان 2023، في المباراة التي انتهت بالفوز على بيتيس (4-0) في الدوري في سن الـ15، السبب وراء شهرته في الحي، حيث كان قبل ذلك يبرز فقط بسبب مغامراته في الحدائق والساحات.
وقال أحد جيران يامال في هذا الحي، ويدعى إلياس: “لامين كان جيدًا للغاية، وعندما كنا نلعب ضد الأولاد الأكبر سنًا كان يتألق بالفعل”؛ وهو شخص أكبر من لامين بعامين وعلى الرغم من مرور سنوات على لعبه مع شباب البلوغرانا إلا أن تمريراته لا تزال عالقة في ذاكرته، وفي هذا الصدد، قال: “كانت مثل تلك التي يقوم بها الآن في البطولة الأوروبية”.
ومن جانبه، قال أبيل إستاتويت، أحد جيران لامين يامال أثناء المرور بساحة خوان الثالث والعشرين، حيث كان لامين يعيش مع والده وجدته بالقرب منها، “الآن في نادي الحي، روكافوندا، هناك المزيد والمزيد من الأطفال، لأنهم جميعًا يريدون أن يكونوا مثل لامين”.
ومن المتوقع أن يلعب لامين يامال يوم الأحد القادم في نهائي بطولة أوروبا ضد الفائز من مباراة الليلة التي ستجمع بين هولندا وإنجلترا، حيث يمكنه الفوز بأول لقب له مع المنتخب الإسباني الأول.
وفي هذه الأثناء، سيواصل الجيران والأصدقاء تشجيعه من روكافوندا، متذكرين بمودة مغامراته كـ”فتى الحي”، كما يصفونه، وعلى أمل أن يواصل رفع “304” في أفضل ملاعب العالم.