أخبار دولية

يوسف بلايلي.. من مستهلك للكوكاكيين يلعب بفرق الأحياء إلى نجم خارق

لم تكن حياة اللاعب الجزائري، يوسف بلايلي، مفروشة بالورود، فاللاعب مر بين مد وجزر، بل كاد في وقت من الأوقات أن يعتزل عالم كرة القدم في سن مبكرة.

ويذكر مؤلف كتاب “الفار..القصص السرية لأبطال إفريقيا” لمؤلفه، الصحافي الجزائري، نجم الدين سيدي عثمان، بالتفصيل حياة هذا اللاعب الذي تحول من مستهلك للكوكايين، يلعب بفرق الأحياء، إلى نجم من نجوم الكرة الجزائرية.

ويحكي الكاتب أنه في سهرة رمضانية عام 2016 دٌعي رياض محرز أفضل لاعب أفريقي في ذلك العام وإسلام سليماني هدّاف سبورتينغ لشبونة لتكريمهما في مدينة وهران.

ويضيف الكاتب في كتابه:”كانت المراسيم مقرّرة بملعب “مارفال” الجواري، واضطر اللاعبان برفقة عنتر يحيى وكريم زياني لمشاهدة نهائي كأس دورة “راديوز” الذي جمع بين حيي “ڨمبيطة” و “بلاطو”.”

وأضاف:”ومن حظهما أن المباراة لم تكن مملة، فقد استمتع الحّضور بمواجهة مثيرة، لفت فيها أحد اللاعبين الأنظار، لم يكن نجم المباراة الرمضانية ومن أهدى الكأس للحي الذي ارتبط اسمه أكثر بالمغني المغدور الشاب حسني (ڨمبيطة) سوى يوسف بلايلي، أغلى لاعب في البطولة الجّزائرية في صيف 2015 والموقوف منذ شهور حينها بسبب استهلاك مواد محظورة.”

وتابع:”لقد شاهده زميليه في المنتخب الوطني بكل أسف وهو الذي لعب إلى جانبهما قبل وقت قصير، بعد أن استدعاه الفرنسي “كريستيان غوركوف” لمباراتي قطر وسلطنة عمان، يا لها من مأساة! انتهى المطاف بأمل الكرة الجزائرية الذي شُبّه بلخضر بلومي إلى المشاركة في الدّورات الرمضانية التي تجمع لاعبي الأحياء!.”

وأضاف:”وقتها لم يكن قد مضى عن عقوبته سوى 9 أشهر، ومع ذلك كان مؤمنًا بأنه سيعود إلى الملاعب يوماً ما، حتى أنه انخرط أيضا في فريق “رياضة وعمل” الذي شكّله والده حفيظ دون أن يجد حرجًا في ذلك، فقد كان يعلم أنه بحاجة ألا يكتفي بتدريبات بدنية شاقة في الغابة والشاطئ كما كان يفعل ثلاث ساعات كل يوم، إنما هو أحوج إلى خوض مباريات، وإن اقتضى الأمر أن يكون في ناد واحد مع موظفين بدوام كامل يقضون نهايات الأسبوع في لعب مباريات للتنفيس وكسر الملل.”

وزاد:”في تلك الأيام  عاش مرارة الوحدة وانطفاء الأضواء ونهاية المجد، لقد دفع بكل ما يملك لافتتاح سوق صغيرة في وهران، لم يعد يملك شيئًا، سوى سيارته وألبسته، فاضطر والده أن يبيع محلا يملكه كي يدفع مستحقات المحامي الذي رافع كي تتقلص عقوبته، يومها ذهب المال أيضا وكان يحاول النهوض من جديد بمشروعه ذاك.”

وتصلح قصة بلايلي كسيناريو لفيلم يتربع على عرش أكثر الأفلام إثارة، وهو ما يؤكد الكاتب حين يروي قصة نجم قطر القطري قائلا:”بعد ثلاثة أعوام بالضبط،  كان ضمن منتخب وطني انتزع فيه مكانته الأساسية من مخلبي ياسين براهيمي، وإلى جوار القائد رياض محرز بينما سليماني في الاحتياط، رفع بلايلي كأس أفريقيا محققا لقبه السابع في عام 2019.”

ويضيف الكاتب:”يا لها من قوة ذهنية يملكها!! يقول لي والده حفيظ، لم يكن هناك من أمر يجوب عقله سوى العودة، كان ينتظر ذلك ولو استغرق منه الانتظار عشرة أعوام، كان عقله وجسده يشتغلان معًا، كآلة مجردة من الإحساس.”

وتابع:”لم يحصل هذا، إلا لأن يوسف أنقذ نفسه بإرادته ورغبته، لقد مد يده ليده وأخرج نفسه من الوحل، لم يكن بوسعه أن يعود للوراء لكي يُغير من البدايات، ولكنه كان قادرا أن يبدأ من جديد لكي يصنع نهايات جديدة.”

وختم قائلا:” لقد امتلك الحافز في لحظات التلاشي، وامتلك الرغبة في أكثر اللحظات يأسًا وإحباطًا، لقد جعل من ضعفه قوة، ومن محنته منحة علمته دروسًا كثيرة.”

 


انتخاب البرناكي رئيسا للوداد: محمد طلال يرد



whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى