كانتي المتواضع.. قصة جامع قمامة أصبح نجما عالميا
وكالات
من الصعب ألا ترفع القبعة احتراما للنجم الفرنسي نغولو كانتي لاعب تشلسي المثابر والمتواضع، لكونه إنسانا ولاعب كرة القدم.
إنه صاحب الابتسامة الشهيرة التي تخفي وراءها معاناة ورحلة عذاب طويلة بدأت منذ الطفولة، إذ اضطر للعمل في جمع القمامة لمساعدة عائلته في المصاريف، بعد أن خسر والده وعمره 11 عاما.
ولم يشترك اللاعب بأي مباراة مع نادي بولون إلا عند بلوغه الـ21 سنة، وكانت المباراة وقتها هامشية، لأن الفريق كان قد ضمن الهبوط للدرجة الثانية، ورغم ذلك خسر بولون من موناكو 1-2.
وفي الموسم التالي بالدوري الفرنسي للدرجة الثالثة بدأ مشواره الفعلي، وكان يذهب إلى التدريبات بدراجة ويضع حقيبته على ظهره.
وعندما انتقل إلى ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي، كان يريد الذهاب إلى التدريبات جريا، ولكن عندما شُرح له أن الأمور لا تسير بهذا الشكل في البريميرليغ اشترى سيارة مستعملة ورخيصة الثمن، كي تكون وسيلة نقله من منزله لملعب التدريبات، مبتعدا عن المظاهر وشراء السيارات الفارهة.
وفي إحدى المرات شاهد كانتي مشجعا لأرسنال غاضبا بسبب خسارة فريقه من تشلسي 2-3، فاعتذر منه والتقط صورة معه.
وفي حادثة أخرى كان كانتي يصلي في أحد مساجد لندن عندما قابل أحد مشجعي أرسنال، فدعاه الأخير إلى المنزل، فقبل الفرنسي الدولي دعوته، وأمضى اليوم مع مشجع فريق هو الغريم الأول لتشلسي.
وحينما فاز منتخب فرنسا بمونديال روسيا 2018 -الذي أسهم كانتي كثيرا في الظفر به- وقف بخجل حتى تقدم زميله في الفريق ستيفن نزونزي وطلب منه أن يحمل الكأس، والتقط صورة له.
وفي أثناء تحضيراته للعرس العالمي (مونديال روسيا 2018)، توفي شقيقه الأكبر بذبحة قلبية، لكنه تعالى على الألم وذهب لروسيا، وأسهم في فوز بلاده بلقب انتظرته فرنسا 20 عاما.
وقبل نهائي الدوري الأوروبي بموسمين تعرض كانتي لإصابة قاسية، ورغم ذلك أصر على المشاركة، وقدّم أداء استثنائيا أسهم في فوز فريقه على أرسنال، والظفر بلقبه الثالث بقميص “البلوز”.
وقبل 3 أعوام، انهار الدولي الفرنسي في غرفة الملابس، ولم يستطع اللحاق برفاقه في عمليات الإحماء قبل انطلاق مباراة مانشستر سيتي التي غاب عنها.
وخضع كانتي وقتها لفحوص وتحاليل للقلب، لكنها لم تظهر أي مشكلة.
ويقول كانتي -في إحدى مقابلاته- إن “هناك الملايين من الأشخاص يتمنون فرصة كالتي سنحت لي، مسيرة اللاعب في الملاعب قصيرة ولهذا أعطي كل ما أملك في كل لحظة أكون فيها بالملعب أو ألمس الكرة”.