كرة القدم تستفيق من سباتها وتوقظ شعلة الأمل لدى الأنصار
اللقاء آتٍ حتى وإن طال الفراق واشتدّت النكبات، الشوق يُبقي الأمل بارزا مهما اكفهرت الحياة ووجمت وجوه من سئموا الوضع، السعادة تكون أجمل بعد انتظار طويل، عندما تقترن بعودة ما افتُقد وظل قرين الأحلام والأماني، الأمل يبدو تارة في مظاهر التضامُن والالتحام لتجاوز المحنة، وتارة في بروز أرقام وبوادر خاصة بتطور الحالة الوبائية بشكل إيجابي، وأخيرا في كرة القدم التي انبعثت من جديد.
الترقب استمر لأيام، والبشرية تكافح العدو المتسلل الذي أثبت نفسه وأوقف العالم، والشأن نفسه مع كرة القدم التي اقترنت في بدايات الأزمة بتخوفات ثم استبعاد للجماهير وإلغاء بعض المباريات إلى إيقاف المنافسات بعد ظهور حالات مؤكدة إصابتها بالفيروس في صفوف نجوم اللعبة، بالموازاة مع فقدان السيطرة على الداء الذي سرعان ما بات وباء، ليحتلك العالم ويصبح الماضي القريب هو الحلم المستقبلي.
كرة القدم بدأت تستفيق من سباتها الذي امتد لأزيد من الشهرين، فهي الأخرى لم تسلم من الوباء الذي أوقف كل شيء ونصب نفسه عدوا للبشرية، كرة القدم توقفت لحماية اللاعبين والجماهير من تفشي الفيروس، ليصبح الجميع أمام نائبة يعيشونها كابوسا تأبى التبدد.
قبل النبأ السعيد بعودة كرة القدم، تسللت قناعة لدى البعض أن الدوريات لن تستأنف بسبب الوضع الحالي كما حدث في هولندا وفرنسا بعدما تأكد عدم استكمال مباريات الدوريين بقرار من حكومة البلدين وذلك بسبب الأزمة، بيد أن خيط أمل رفيع كسر حلكة الخيبة التي تجرعها الأنصار، بموافقة الحكومة الألمانية عودة نشاط كرة القدم وإعلان الاتحاد الألماني عن استئناف المباريات ابتداء من يوم السبت 16 ماي القادم وفق مجموعة من التدابير الصحية المتفق عليها.
عودة الكرة الألمانية كان كالشعلة التي أوقدت رغبة باقي الدول والاتحادات الأوروبية لاستئناف دورياتها ومنافساتها وفق بروتوكولٍ صحي محدد وبدون حضور الجماهير، إذ تقرر عودة الأندية الإسبانية والإنجليزية إلى التدريبات الجماعية تمهيدا لعودة المنافسة، بعد الركود الذي طال أمده، إضافة إلى باقي الدوريات الأخرى، وآخرهم الدوري الإيطالي الذي أوشك على الانبعاث من جديد، بعدما تقرر السماح للأندية بإجراء التدريبات الجماعية، بالرغم من أن إيطاليا تعد أكثر البلدان تضررا من الفيروس.
كرة القدم ستجوب المستطيل الأخضر بداية من يوم السبت القادم، في مباريات الجولة ال26 من الدوري الألماني، بديربي “الرور” بين بروسيا دورتموند وشالكه ثم مباريات هوفنهايم أمام هيرتا برلين، لايبزيغ أمام فرايبورغ، فوتونا دوسلدوف أمام بادربورن، وآينتراخت فرانكفورت أمام بروسيا مونشنغلادباخ.