يوميات أوزبكستان.. مدينة جديدة ومباراة مصيرية تسبقها أجواء استثنائية
قادت الرياح سفينة المغاربة إلى شرق أوزبكستان، أو بالأحرى، وجهت الأقدار قافلة المنتخب المغربي وأنصاره لمدينة بخارى التاريخية، بالنظر لانعدام البحر في الدولة القابعة بمنتصف آسيا، وطبيعتها المازجة بين السهول والصحراء، مدينة اعتادت سابقا على استقبال الرحالة والتجار الذين يتخذونها مكانا للتوقف، سواء عبر شراء المنتجات التي تزخر بها، أو عرض ما يأتون به من أراض أخرى، ما جعلها في زمن بعيد، من أشهر المحطات في المسار الخاص بتجار الحرير.
بخارى استقبلت المغاربة، بداية بالمنتخب الوطني للفوتسال الذي شدّ الرحال إليها مباشرة بعد الخسارة أمام البرتغال في دور المجموعات، وتأكد تأهله ثانيا، ضاربا موعدا مع إيران في ثمن النهائي المقام اليوم الخميس، بقاعة مركب بخارى الجامعي.
مدينة بسيطة هي، تتضمن على مآثر ظل صامدة أمام الزمن والظروف الطبيعية، مختلفة تماما عن طشقند، بين عاصمة عصرية غنية بالمرافق العمومية، وبين مدينة ذات طابع صحراوي جاف، كنزها يتمثل في تاريخها وقيمتها.
القدوم إلى بخارى احتاج لـ9 ساعات من الزمن، عبر قطار شق الطريق ليلا، من طشقند، في رحلة تبقى متعبة على مستوى الوقت الذي سيرهق أي مسافر، كونه سيبقى راكدا في مكان لفترة طويلة مع حركية قليلة وعند الحاجة فقط.
أجرى المنتخب المغربي للفوتسال، حصته التدريبية الأخيرة قبل ملاقاة إيران، في مباراة صعبة أكدها المدرب، هشام الدكيك، الذي قال إن المنافس يبقى من بين الأقوى في العالم وخصم متمرس، ووجب تقديم أقصى مردود لتحقيق الانتصار.
بالنظر لضيق الوقت، لم يحصل المغاربة على فرصة زيارة بخارى جيدا، بالنظر لاقتراب موعد لقاء الأسود، مباراة تشغل البال وتحبس الأنفاس، مع أمل تحقيق الانتصار ومواصلة المغامرة العالمية، رغم صعوبة المهمة بالنظر للتحديات والصعوبات التي تعترض النخبة الوطنية.