الأسود

“كان” ساحل العاج.. الحالمون وطموح إخضاع كأس عاندت المغاربة لعقود

وإن توالت النكبات، تبقى الفرصة آتية لمن يرفض الانجراف خلف مشاعر الإحباط وبراثن الاستسلام، محاولة تتلو سابقاتها انتهت بخيبات دون أن تأتي على حساب الحلم الذي ظل قائما مهما ضاقت عليه النكبات، حلمٌ راسخ عنيد، متجذر في الروح آبيا الاندثار إلى أن يتحقق، عقود مضت، وأجيال تعاقبت، والحلم واحد، رُمي على عاتق من عززوا الإيمان، وجعلوا تحقيق الأحلام ممكنا بملحمة تجسدت، بعدما كانت سابقا ضربا من الخيال.

تأتي منافسة أمم إفريقيا 2023 بساحل العاج، بعد نسخة 2022 من كأس العالم، التي كانت تاريخية واستثنائية للمغاربة، بعدما نال الأسود صفة الحالمون، بمصادقة من العالم أجمع، على ما حققوه ببلوغهم دور نصف نهائي المونديال، على حساب منتخبات وازنة، كإسبانيا، البرتغال، وكرواتيا.

“كان” 2023، يأتي كفرصة تصادفت مع المجموعة الحالية، التي دفعت المغاربة لإطلاق العنان لأحلامهم، والتمرد على ما بات يعرف بالعقدة التي امتدت لعقود، وتوالت عليها أجيال دون أن تتمكن من إنهائها، في فرصة مع مجموعة تبقى الأنسب، لإخضاع الكأس العنيدة لعشرات السنين.

كانت المشاركة الأولى للمنتخب المغربي ، سنة 1970 إلا أنه لم يتأهل من التصفيات المؤهلة، ليعود في النسخة المقبلة 1972 ويتمكن من العبور لأول مرة إلى نهائيات المنافسة التي أقيمت في الكاميرون وأنهاها في المركز الخامس بثلاث تعادلات من ثلاث مباريات.

وغاب المنتخب المغربي عن نسخة 1974 التي جرت في مصر، لعدم تمكنه من التأهل إلى النهائيات، قبل أن يعود وينجح في التأهل إلى نهائيات نسخة إثيوبيا 1976 والتي شهدت الذكرى الأسعد للكرة الوطنية في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي بالمنافسة، بتحقيقه للقبه الوحيد على حساب غينيا، بواسطة جيل قاده، أحمد فرس.

شارك المنتخب المغربي في دورة غانا سنة 1978 وأنهاها في المركز السادس، ثم في دورة نجيريا 1980 والتي ظفر خلال على البرونزية كثالث أفضل منتخب في النسخة.

وغاب المنتخب المغربي عن نسختي 1982 و1984 في ليبيا وساحل العاجل، ليعود ويظهر في نسخة مصر 1986 وينهي المنافسة في المركز الرابع، والذي حافظ عليه في النسخة التي احتضنتها المملكة سنة 1988 دون أن يتمكن من استغلال عامل الأرض والجمهور.

ولم يتأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات دورة 1990 في الجزائر، قبل مشاركته في دورة السنغال سنة 1992 التي انتهت من دور المجموعات في المركز التاسع بالمنافسة.

وعاد المنتخب المغربي ليغيب عن الإفريقي في نسختي 1994 و1996 بتونس وجنوب إفريقيا، لينهض من سباته ويتمكن من إنهاء نسخة 1998 ببوركينا فاسو بدور ربع النهائي محتلا المركز السادس في المنافسة، ثم منيَ بخيبتي أمل في نسختي 2000 و2002 في نجيريا غانا ومالي.

وكانت نسخة تونس 2004 آخر ظهور بارز للمنتخب المغربي، حينها تمكن أسود المدرب، بادو الزاكي من بلوغ الدور النهائي أمام منتخب البلد المنضم، بمجموعة لم يرشحها أشد المتفائلين لتحقيق ما بلغته، إلا أن المنتخب المغربي لم يتمكن من إنهاء مشاركته الاستثنائية بلقب قاري ثان، لهزيمته بهدفين مقابل واحد.

بعد المشاركة التاريخية للمنتخب المغربي في دور تونسي، دخلت الكرة الوطنية مرحلة النكبات التي امتدت لسنوات كانت عجافا على المغاربة، إذ خاض المنتخب المغربي نسخة مصر 2006 وغانا 2008، وغادرهما من دور المجموعات، ولم يتمكن من التأهل إلى نسخة أنغولا سنة 2010.

تأهل المنتخب المغربي إلى نسخة 2012 التي احتضنتها كل من غينيا الاستوائية والغابون، إلى أن المشاركة منيت كسابقاتها بخيبة أمل، إذ غادر الأسود المنافسة من دور المجموعات، والشأن نفسه في نسخة 2013 بجنوب إفريقيا والتي كان فيها مقام المنتخب المغربي قصيرا.

تم استبعاد المنتخب المغربي من نسخة 2015 بغينيا الاستوائية كقرار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد تراجع المغرب عن احتضان المنافسة بسبب فيروس “إيبولا” الذي كان متفشيا حينها في إفريقيا.

في نسخة 2017 بالغابون، نجح المنتخب المغربي في البصم على مشاركة مقبولة مقارنة بالنسخ الماضية، إذ تمكن الناخب الوطني حينها، هيرفي رونار، من قيادة الأسود نحو دور ربع النهائي، في مفاجأة سعيدة كانت للمغاربة، قبل أن ينتهي المشوار عند مواجهة المنتخب المصري، وينهزم بهدف دون رد.

نسخة مصر 2019  التي عقد عليها المغاربة أملا كبيرا في تحقيق المراد، بجيل استثنائي راكم من التجربة والخبرة ما يكفي لتحقيق اللقب القاري، خاصة بعد المستوى القوي الذي ظهر به في كأس العالم روسيا 2018، رغم تواضع النتائج.

اجتاز المنتخب المغربي دور المجموعات بالعلامة الكاملة، وعندما علت الثقة والانتظارات، تعرض المغاربة لصدمة جديدة ذكرتهم بسنوات قحط كرة القدم الوطنية، إقصاء من الدور الـ16 على يد منتخب البنين، بعد إهدار عديد للفرص من المنتخب المغربي الذي لم ينجح في استغلال الفرص التي أتيحت له، لينتهي المسار في المنافسة بعدما كان من المرشحين للظفر باللقب، وتنتهي معها مجموعة هيرفي رونار، باستقالة الأخير واعتزال مجموعة من اللاعبين دوليا، مجموعة أحيت آمال المغاربة وأيقظت الأحلام التي كانت في سبات لأزيد من عقد، رغم النهاية الحزينة.

خاض المنتخب الوطني المغربي نسخة 2021 من كأس أمم إفريقيا، التي جرت أطوارها في الكاميرون، بمجموعة لم يعقد عليها أملا كبيرا، بالنظر للوضع الذي كانت تعيشه النخبة، مع الناخب الوطني السابق، وحيد خليلوزيتش، بين تصدعات وأحداث، جعلت المدرب البوسني مصدر جدل وانتقادات العامة.

خاض الأسود دور المجموعات متمكنين من الانتصار على كل من غانا وجزر القمر، مقابل التعادل مع الغابون، ليعبروا إلى دور الثمن مواجها مالاوي، وينتصر على الأخير بهدفين مقابل واحد.

قابل المنتخب الوطني المغربي في دور ربع نهائي أمم إفريقيا، نظيره المصري، لينهزم بهدفين مقابل واحد، ويفشل رفاق أشرف حكيمي، في بلوغ المربع الذهبي، ويستمر حلم تحقيق كأس أمم إفريقيا، حبيس الأذهان والقدر.

نصر عزام ( الخبير القانوني) لـ”سيت أنفو”: التوقيف والغرامة في انتظار اتحاد العاصمة والاتحاد الجزائري




whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى