سنة 2019.. نهاية جيل رونار وتعيين خليلوزيتش بعد نكسة “كان” مصر وأزمة حمد الله
مؤسف أن تكون ذكرياتك التعيسة تُستحضر من حين لآخر، أحداث آلمتك ودست الحزن في وجدانك، الذاكرة على نعمتها تُصبح نقمة عندما تتمسك بالماضي السيئ وما مررت به، كخيبة الأمل التي خلفها مسار المنتخب الوطني في سنة 2019 والإحباط الذي عم المناصرين جراء الإقصاء المرير.
أحلام تبددت وانتظارات دُحضت، أنصار وضعوا أملهم في جيل انتُظر منه تحقيق ما لم يقو عليه غيرهم، ما ظل عقدة أبت الانفراج، “كان” مصر الذي اعتبر فيه المنتخب الوطني المرشح الأول لتحقيق اللقب الذي ظل غائبا عن المغرب لأزيد من 40 سنة.
المباريات التحضيرية بداية بلقاء الأرجنتين
بعدما حسم المنتخب الوطني المغربي التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا مصر 2019، أقدم الأسود على عدد من المباريات الودية تحت قيادة الناخب الوطني آنذاك هيرفي رونار.
البداية كانت بالمباراة الكبيرة أمام المنتخب الأرجنتيني في الـ26 من مارس 2019 بملعب طنجة الكبير، حضور جماهيري غفير حج لمتابعة مباراة يترقبها المغاربة، المباراة تعد اختبارا حقيقيا أمام أحد كبار العالم رغم غياب نجم “التانغو” الأول ليونيل ميسي، ظهر المنتخب حينها شاحب المستوى كما لم يقدم أي مردود يشفع لتبرير هزيمته، بيد أن الإخفاق اعتبره المغاربة ناتج عن غياب بعض دعائم الفريق وكذا لسوء الطقس الذي أثر بالسلب على المباراة، الأخيرة التي انتهت لصالح الضيوف بهدف دون رد.
خاض بعضها المنتخب الوطني العديد من اللقاءات خسر بعضها وفاز في أخرى وسيطر التعادل على قلتها، حينها راود الشك المغاربة وتسلل الخوف إلى نفوسهم من نكبة أخرى تنضاف للسلسلة السابقة، بعدما استبشروا خيرا من المشاركة في كأس العالم روسيا 2018 والتي تميز فيها الأسود عن باقي المنتخبات العربية بمستواهم الاستثنائي، ويصبح جيل بنعطية، زياش، بوصوفة، حكيمي، أمرابط، نصيري، بصيص أمل الأنصار المتعطشين للذهب.
أزمة عبد الرزاق حمد الله
تألُق اللاعب مع نادي النصر السعودي وضع الناخب الوطني آنذاك أمام مطالب المغاربة باستدعائه والاعتماد عليه في كأس أمم إفريقيا مصر 2019، رونار حينها رضخ للأمر الواقع ولحقيقة تألق النجم ليستدعيه للقائمة المشاركة في المنافسة.
دخل حمد الله المعسكر التدريبي الخاص بالمنتخب الوطني، وشارك في المباراة الودية الإعدادية أمام جامبيا بملعب مراكش الكبير، تحصل المنتخب الوطني على ركلة جزاء، ليتقدم فيصل فجر من أجل تنفيذها قبل أن يقف في وجهه حمد الله ويطالبه بتسديدها حينها رفض نجم خيتافي الحالي، وتمسك بحقه في تنفيذ الركلة.
بعد المباراة قرر حمد الله مغادرة بعثة المنتخب الوطني، وخرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ببالغ تبرر فيه مغادرة للمعسكر التدريبي لمعاناته من إصابة، والعذر الذي كذبه حمد الله بعدما نشر مقاطع فيديو يظهر فيها وهو يتمرن بشكل طبيعي.
كما أقدم فيصل فجر على تصوير مقطع فيديو له مع صديقه نبيل درار، وهما يرددان أغنية “باي باي” والتي اعتبرها المغاربة والمتابعين سخرية من اللاعبين تُجاه هداف النصر، قبل أن يخرج الأخير وينشر صورا تظهر لا مبالاته بالمنتخب المغربي ومصيره في “كان” مصر ليصبح الخلاف أزمة بين حمد الله وبعض من لاعبي المنتخب المغربي والمدرب كذلك.
نكسة كأس أمم إفريقيا مصر
علق الأنصار المغاربة أمام بنسخة مصر من كأس أمم إفريقيا، استبشروا خيرا بجيل اعتبروه الأفضل والأجدر بنيل اللقب الذي كان حلما وبات هدفا، كانت المباراة الأولى في دور المجموعات من المنافسة أمام ناميبيا، لم يظهر الأسود بالمستوى المطمئن ولكنهم حققوا الأهم وانتصروا بهدف دون، ليدخلوا المباراة الثانية أمام ساحل العاج والتي انتهت للمنتخب المغربي بنفس نتيجة لقاء الذهاب.
في المباراة الثالثة أمام جنوب إفريقيا، فاز المغرب مجددا بهدف دون رد ليعبر إلى الدور القادم كمتصدر لمجموعته محققا العلامة الكاملة.
بعد الانتصار في المباريات الثلاث، لم يتوقع أكثر المتشائمين السقوط في أول اختبار بعد دور المجموعات، وأمام المنتخب البنيني الذي كان على الورق الأضعف والمرشح لمغادرة الـ”كان”.
كان منتخب البنين سباقا للتسجيل في الدقيقة في الدقيقة الـ53، قبل أن يعدل يوسف النصيري النتيجة في الدقيقة الـ75، وفي آخر أنفاس اللقاء تحصل المنتخب المغربي على ركلة جزاء أضاعها النجم حكيم زياش، لتكون علامة شؤم جعلت الجماهير تترقب النهاية السيئة.
استمرت المباراة بأشواطها الإضافية إلى أن تم الاحتكام لركلات الترجيح التي منحت التأهل لمنتخب البنين ويغادر الأسود المنافسة من دور ثمن النهائي في إحدى مفاجآت المنافسة، لتكون صدمة أخرى كبيرة يتلقاها المناصر المغربي الذي اعتادها في النسخ السابقة.
اعتزال اللاعبين واستقالة هيرفي رونار
غادر المنتخب المغربي كأس أمم إفريقيا مصر مبكرا، ومعها انتهى المشوار الدولي لعدد من اللاعبين الدوليين الذين قرروا الرحيل وتُرك مكانهم للخلف، أسماء بارزة كانت من ثوابت تشكيلة الناخب الوطني آنذاك، كمبارك بوصوفة، كريم الأحمدي، المهدي بنعطية، ومانويل داكوستا.
وبعد أيام من انقضاء المنافسة، قرر المدرب الفرنسي هيرفي رونار الاستقالة من مصبه كناخب وطني وإنهاء مسيرته مع المنتخب الوطني التي كانت ناجحة حسب رأي جل الأنصار المغاربة رغم المبكر الإقصاء من الـ”كان”، مؤكدين أنه نجح في تكوين مجموعة قوية قدمت مردودا جيدا في كأس أمم إفريقيا 2017، وتألق في كأس العالم روسيا 2018 رغم عدم الانتصار في أي مباراة.
تعيين وحيد خليلوزيتش مدربا للمنتخب المغربي
في الـ15 من شهر غشت الماضي، أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن تعيين المدرب البوسني وحيد خليلهوزيتش، ناخبا وطنيا للمنتخب الوطني المغربي خلفا للفرنسي هيرفي رونار.
جاء تعيين حليلوزيتش بعد ترقب كبير وجدل بين المتابعين، حول الاسم الذي يستحق قيادة الأسود في المرحلة.
كانت المباراة الأولى لخليهودزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب المغربي ودية أمام بوركينا فاسو، انتهت بالتعادل الإيجابي هدف في كل مرمى تلتها مباراة ثانية أمام النيجر وفاز فيها الأسود بهدف دون رد من توقيع وليد الكرتي.
جرت مباراة ودية ثالثة أمام ليبيا في مدينة وجدة انتهت بالتعادل الإيجابي، ورابعة أمام الغابون انهزم فيها المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم التعادل أمام المنتخب الموريتاني دون أهداف في المباراة الافتتاحية من التصفيات المؤهلة لـ”كان” 2021، ما أثار استياء المغاربة الذي عاينوا منتخبا لا يرقى مستواه لما يتطلعون إليه، بيد أن الانتصار أمام بورندي خارج أرض الوطن بثلاثة أهداف دون رد، أخمد خضب الأنصار.
اعتزال حمد الله اللعب دوليا
بعد طول ترقب لوضعية عبد الرزاق حمد الله مع المنتخب الوطني المغربي، خرج هداف نادي النصر السعودي في الـ11 من شهر نونبر الماضي، على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، معلنا اعتزاله اللعب دوليا وهو في الـ29 من عمره، منهيا بذلك ارتباطه بالأسود بعد أزمته الشهيرة، بعدما طالب عدد من المناصرين الناخب الوطني وحيد خليلهودزيتش ومسؤولي الجامعة بالتدخل وفض النزاع للاستفادة من إمكانيات اللاعب بسبب العقم التهديفي الذي تعاني منه الكتيبة الوطنية.