إبراهيم دياز.. مفاجأة سارة لحكاية استثنائية ابتدأت مع الأسود

في الحكايات السعيدة، انسياب للأحداث دون تمكنٌ من التفكر والتمحيص فيها، انسياق مع الحبكة التي هي بالأساس قائمة على الأقدار التي شكلت الوقائع، بين المستهل والحاضر زمن مرّ كهنيهة، ارتباط سارّ تلاه مسار على قصره غني بمشاعر جياشة، تزيد من توطّد العلاقة، علاقة نجم أطلّ على العامة بخصال تشمل النجم الذي كتب لهم أن يعيشوا معه بداية جديدة، بداية رواية يأملون أن يكتب له المجد، وتنقش على الذهب، رواية نجم بات البطل الذي اختار لوني علم الوطن، عازفا على أوتار التألق والإبهار.
انبثق من العدم، وسريعا ما برز بعدما فقد المغاربة في وقت سابق، أمل اختياره الأسود، ظهر بين ملوك فريقه، ليعلن اختياره اللونين الأحمر والأخضر، مديرا ظهره لكافة الضغوط والمحاولات ليعدل عن قراره، انصاع لقلبه وعقله، وفضل المنتخب الوطني، تاركا الإسبان في حسرة على عدم نيله للاعب بإمكانيات نادرة.
كان اختيار إبراهيم دياز، للمنتخب المغربي، كمفاجأة سارة أطلت على المناصرين، بعدما كان ضمن الخيارات بعيدة المنال، مقررا حمل قميص الأسود، ومبيدا تعلقا شديدا بالمغاربة، عبر زيارات عديدة لمدن مغربية، أظهر فيها اندماجا وانبهارا بثقافة وشغف أبناء وطنه.
كانت رؤية دياز للنور في الثالث من شهر غشت سنة 1999، في مدينة ملقا، لأب مغربي يدعى سفيال عبد القادر مهند، وأم إسبانيا تسمى باتريشيا دياز، وهو حامل للجنسيتين المغربية والإسبانية، وأخ أكبر لأربع أخوات.
الاسم الكامل لصاحب الـ25 سنة، هو إبراهيم عبد القادر دياز، إذ وفق القانون الإسباني، يسمح أن يتم حمل نسب الوالدين معا، بيد أن اللاعب عند انضمامه لمانشستر سيتي، قرر أن يقتصر اسمه ونسبه على إبراهيم دياز، تكريما لوالدته وجده، وذلك للحب والتقدير الكبيرين اللذين يكنهما لهما، بعدما كان قريبا من جده خلال طفولته.
كانت بداية دياز في الملاعب، سنة 2014، في ناديه الأم، ملقا، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي، كموهبة صاعدة وواعدة، ليلعب معه ، وينتقل بعدها إلى ريال مدريد، سنة 2019، الذي أعاره لنادي ميلان الإيطالي، 2020، ليقضي معه سنتين تألق فيهما قبل أن يعود إلى ريال مدريد صيف 2023، مع متم عقد إعارته.
في كتيبة غنية بنجوم العالم، يبقى دياز البديل الأول للمدرب كارلو أنشلوتي، مقدما مستويات كبيرة، ساهمت في تحقيق الملكي للألقاب خلال الموسم الماضي، كم مكنت فريقه في الموسم الحالي، من تحقيق انتصارات هامة وثمينة، مظهرا إمكانياته الاستثنائية في كل مرة استنجد به المدرب الإيطالي، الذي أكد للإعلام مرارا عدم تفريطه في المغربي، حتى وإن كانت الانتقادات تطاله بسبب جلوسه في مقاعد البدلاء.
خلال الموسم الحالي، خاض دياز 38 مباراة، مع ريال مدريد في مختلف المسابقات، وجلّهم كبديل، مسجلا 6 أهداف ومقدما 7 تمريرات حاسمة، في حين تصل قيمته السوقية 35 مليون يورو.
سريعا ما سطع نجمه المنتخب المغربي، والذي يشاركه معه أساسيا منذ أول مباراة له مع الأسود، إذ بعد تدرجه في مختلف الفئات السنية لإسبانيا، التحق إبراهيم دياز بالمنتخب المغربي في 22 مارس 2024، ليخوض معه 7 مباريات سجل خلالها 8 أهداف، في رقم قوي يؤكد مدى الانسجام السريع، والإضافة النوعية التي يقدمها النجم الآتي من ريال مدريد.
حكاية استثنائية انطلقت بمفاجأة سارة كانت خارج الحسبان، حكاية وُهب للمنتخب المغربي، الذي يرى فيه النجم القادر على أن يمنح المجموعة ما احتاجته لمعانقة الألقاب، ويكون نرد الحظ الذي حضي به الأسود، فهو القادم من النادي الأكثر نجاحا في العالم، والذي اعتاد معه رفع الألقاب، أملا في أن ينقل تلك الشخصية للمنتخب المغربي، وينجح في ترويض تلك المتمردة التي امتنعت لعقود عن الاستسلام والخضوع لأسود الأطلس.