ضحايا الجانب المظلم لكرة القدم.. هل نصير مزراوي واحدا منهم؟
كما الأضواء الساطعة الساحرة والكاسبة لإعجاب المتابع، لكرة القدم جانب مظلم، جانب قرين بالحظ العاثر الذي يلازم لاعبين امتلأوا موهبة، وكان حيز التألق أكبر من الذي نالوه، بسبب سوء طالع غالبا ما يتمثل في إصابات خطيرة، وأزمات صحية، تفرض على الجسد الرضوخ والاستلام لواقع يبقى كابوس كل حالم غير مكتفٍ بما بلغه.
بين طيات كتب تاريخ الساحرة المستديرة، تُخطُّ سطورا حاملة حكايات لاعبين شكلوا الجانب المظلم للعبة، حكايات بدأت بسعادة وأمل، وتوقع لمستقبل تغزوه أنوار النجاح والمجد، بيد أن القدر شكلّ النهاية بالنقيض، تعاسة وظلام وأسف على مصير يبقى صادم ولا يتماشى مع الماضي القريب.
كل واقعة مؤسفة، يستحضر معها ما مضى، عبر استذكار حالات على اختلافها، يخيم الأسف والقلق على ما باتوا عليه، وهو يشعل فتيل القلق مع أمل الانعتاق والنجاة من قادم يبقى كابوسا لكل لاعب.
في الـ26 من عمره، وفي ربيع مساره الرياضي، تأكدت معاناة اللاعب المغربي، نصير مزراوي، مع اضطراب على مستوى نبضات القلب، وهو إشكال طال عدد من الرياضيين، منهم من اجتاز واستأنف مسيرته، حتى وإن كانت أقلّ نجاحا وبروزا مقارنة بما كان عليه من قبل، ومنهم من تعذر عليه الاستمرار وتحتم عليه مفارقة المستطيل الأخضر.
قبل إشكال نبضات القلب، يبقى مزراوي من اللاعبين الذين يعانون من كثرة الإصابة، كمن تلازمه لعنة ترفض التبدد والاندثار، إذ عانى من إصابات مع بايرن ميونخ الألماني، كانت من أسباب انفصال البافاري عنه، رغم مستوياته الجيدة، قبل أن ينضم لمانشستر يونايتد، ويستمر متراميا في دوامة الإصابات إلى حين تأكد معاناته من إشكال في القلب.
حاول مانشستر يونايتد، طمأنة الجماهير والمتابعين وكل مهتم بحالة مزراوي، مؤكدا أن أزمته تبقى شائعة، وقد خضع لعملية جراحية يوم الخميس 10 أكتوبر، على أن يكون في حالة صحية جيدة بعد قرابة شهرين.
وإن كان للأمل والاطمئنان حيزا كبيرا في حالة مزراوي، فإن الواقعة بحد ذاتها تثير القلق وتدفع كل دارك بالجلد المدور، إلى استحضار من تعرضوا لأزمات صحية مشابهة أو مختلفة، ما يجعل الإيمان والتمني يلازمان كل متابع لحالة النجم المغربي.