إقبال الأسود على الدوري السعودي.. اهتمام مغربي وقلق رغم التطمينات
تبقى الارتباطات الوجدانية دافعا جوهريا لصبّ الاهتمام على ما امتلك الفؤاد، ويصبح الاهتمام أشد وأكثر حدة وتفعيما للسجية، ما إن بات العقل معادلة ثالثة، بأحداث تاريخية استثنائية، كانت مصدر سعادة وفخر ممتدين لا ينضبان، مهما تراكمت السنين وانداست في الماضي.
نجاحات المنتخب الوطني المغربي، إلى جانب الارتباط الفطري، خلقا درجة عالية من التعلق العظيم، الذي يكوّن اهتماما شديدا، يجعل المناصر يتابع كل ما يهم المجموعة، بحرص شديد وبرغبة الاستمرار في النجاحات، بعدما عثر على سعادة أحيت فخرا كان راكدا لسنوات، تدفعه الحيطة والغيرة الشديدتين إلى الحذر والقلق من أي ظاهرة أو قرارات بإمكانها أن تقطع الطريق نحوه أهدافه وأفراحه.
كان الميركاتو الصيفي الحالي، استثنائيا وثوريا، على مستوى انتقالات اللاعبين ونجوم العالم إلى الدوري السعودي، والذي شمل النجوم المغاربة كذلك، بعد التألق الكبير الذي مكنهم من البزوغ في فضاء كرة القدم، خاصة بعد كأس العالم قطر 2022.
ياسين بونو.. انتقال بعد مسار حافل وانتظارات أكبر
كانت انتقالات النجم المغربي، ياسين بونو، من مفاجآت سوق الانتقالات الصيفية، على مستوى العالم وليس الوطني، وذلك بانضمامه لنادي الهلال السعودي، موقعا على عقد يمتد لثلاثة مواسم، مقابل ما يقارب 22 مليون يورو، حصل عليها فريق إشبيلية الإسباني، مع راتب ضخم ومكافآت قياسية للمغربي بارتباطه بالفريق الأزرق.
انتقال بونو إلى الهلال كان مفاجئا، بعدما تألق اللاعب وقدم عروضا قوية جعلته من أفضل حراس المرمى بالعالم، محركا أطماع كبار الأندية العالمية، وعلى رأسهم ريال مدريد، الذي حاول ضمه، بيد أن مشاركته مع المغرب في كأس أمم إفريقيا أعاقته انضمامه إلى الفريق الملكي.
ومع فشل انتقاله إلى ريال مدريد، وفي ظل الهالة الكبيرة التي أحدثها بونو بتألقه مع إشبيلية، كان مرتقبا إمكانية انتقال المغربي إلى بايرن ميونخ الألماني، الذي كان مهتما به، أو إلى كبار الدوري الإنجليزي الذي يتابعونه، بيد أن المغربي فضل الانتقال إلى الهلال السعودي، الذي تقدم بعرض مغر له ولناديه الأندلسي، مقررا إنهاء مغامرته الأوروبية عن عمر الـ32 سنة.
جواد الياميق.. بروز مونديالي وإنهاء لاحترافه الأوروبي
كان الدولي المغربي، جواد الياميق، من النجوم الذي برزوا في كأس العالم قطر 2022، متمكنا من إقناع المغاربة والمتابعين، بأدائه وأدواره فور الاعتماد عليه كبديل لنايف أكرد، أو القائد رومان سايس.
عزز الأداء القوي للياميق في كأس العالم، فرص إمكانية انتقال إلى فريق أكبر من بلد الوليد الإسباني، الذي كان مرتبطا به آنذاك، بعد تضحيات كبيرة قدمها مع الأسود في الحدث الأكثر سلبا للأنظار والاهتمام في كرة القدم، عبر مستويات لا تقل عن التي قدمها باقي أبرز نجوم الأسود.
اختار صاحب الـ31 الانتقال إلى نادي الوحدة السعودي، بعدما توصل بعرض مغر من الأخير، الذي وجد في لاعب الرجاء السابق، ضالته لتدعيم خطه الخلفي، بعدما كان الياميق يغازل توقعات تقدوه إلى أندية أكبر، شفاعة للمستويات كبيرة التي قدمها في المونديال.
غانم سايس.. من السد القطري إلى الشباب السعودي
رحب الدوري السعودي، بقائد المنتخب الوطني المغربي، رومان غانم سايس، بعدما كان قد اختار الانتقال في الميركاتو الصيفي الحالي، إلى نادي السد القطري، قادما من بشكتاش التركي.
وقادت الأقدار المغربي إلى الدوري السعودي، بعدما عجزت إدارة السد، عن تسجيل اللاعب في قائمة الفريق للموسم الجديد، بسبب استيفائه لعدد الأجانب، ليتقرر إعارته لنادي الشباب، الذي أبدى رغبته كبيرة في الاستفادة من خدمات قائد الأسود، على سبيل الإعارة، إلى نهاية الموسم الجديد.
كانت انتقال سايس إلى الدوري السعودي منطقيا، خاصة وأن الأخير يبقى أكثر تنافسية من نظيره القطري، رغم الأنباء السابقة التي ذكرت اهتمام أندية فرنسية باللاعب، عندما كان مرتبطا ببشكتاش التركي، كأنجيه وأولمبيك مارسيليا.
عبد الحميد الصابيري.. انتقال مرتقب صادم للمغاربة
يبقى اللاعب، عبد الحميد الصابيري، من مفاجآت المنتخب الوطني المغربي، بكأس العالم قطر 2022، بعد تألقه ومساهتمه في انتصارات الأسود التاريخية، وإنجازاته الخالدة التي كان جزءا وفاعلا فيها.
مع التحاق الصابيري بفيورنتينا في الميركاتو الصيفي، طفت أنباء صادمة في الساعات الماضية على سطح المشهد الرياضي، والتي تفيد اقتراب المغربي من الانتقال إلى نادي الفيحاء السعودي.
وأشارت التقارير التي أجمعت على الخبر، أن فيورنتينا وافق على عرض الفيحاء، وصاحب الـ26 سنة، بدوره يرحب بالصفقة، في انتقال يبقى صادما للمغاربة لو تم وجرى إعلانه بشكل رسمي.
ومقابل أنباء أخرى تؤكد اهتمام أندية سعودية بباقي نجوم المنتخب المغربي، كنايف أكرد، يوسف النصيري وغيرهم، تحدث الناخب الوطني، وليد الركراكي، عن إقبال اللاعبين المغاربة على الدوري السعودي، على غرار باقي نجوم العالم، مؤكدا أن الدوري السعودي يبقى قويا ومستوى أعلى من مستويات دوريات أوروبية كالبلجيكي والهولندي.
وقال أيضا الركراكي عن انتقال المغاربة إلى الدوري السعودي: “أنا أتفهم إقبال اللاعبين إلى الدوري السعودي، خاصة من بلغ الـ30 سنة فما فوق، مثلا ياسين بونو صاحب مسار حافل، وحقق الكثير من الإنجازات التاريخية، لا يمكنني أن أمنعه من الانتقال إلى الدوري السعودي، هو صاحب القرار، لكل فرد الرغبة في تحسين وضعه المعيشي وتأمين مستقبله بشكل أفضل”.
وتابع: “ياسين بونو سيبقى حارس المرمى الأفضل في العالم بالنسبة لي، وانتقاله إلى الدوري السعودي لن يغير شيء، وكذلك بالنسبة لباقي اللاعبين، ستتم المناداة عليهم، وإن لم يقدموا المستوى الجيد الذي عهد عليهم، لن يتقدم استقدامهم، وهذا واضح”.