فريق الرجاء خارج التغطية
يقول المثل المغربي “طاحت الصَّمْعة علّْقوا الحجام”، وهو مثل معروف يقال في من ذهب ضحية ذنب اقترفه غيره واتُخذ كبش فداء، لكن في حال الرجاء العكس الصحيح، فالجميع يتحمل المسؤولية في نادي تحول من متوج بلقبين العام الماضي بدون هزيمة، إلى فريق يخسر الأرقام والمباريات أمام أندية كانت تحلم بهزم النادي منذ عشرات السنين.
فاز الدفاع الحسني الجديدي على فريق الرجاء، واستحق الفوز، لكن الظهور الشاحب للنادي، جعل الجميع يردد ان فوز الدفاع لم يكن ليتحقق لولا المرض الذي لم يلق له النادي الدواء منذ غشت الماضي.
تبين بما لا يدعو للشك أن الرجاء بدأت الإعداد للموسم وهي عرجاء، وهذا ليس قول لساننا بل لسان ابن الدار يوسف بلعمري، الذي لخص ما يعاني منه الرجاء في جملة مقتضبة مفادها”لا يمكن أن تنتظر الورد في أرض زرع فيه الشوك.”
ظل جمهور الرجاء يطالب بضرورة التعاقد مع مدير رياضي تناط إليه المهمات الكبرى في النادي وبشرح بسيط، نستدل بما قاله المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو:”إذا كنت مديراً سوف تتخذ قرارات أكبر في النادي، وإذا كنت مدرباً فمسؤوليتك تتضمن اللعب بشكلٍ أفضل وتحسين مستوى الفريق.”
تصورا لو كان للرجاء مدير رياضي، فهل كان النادي سيشرف عليه أربعة مدربين في ظرف زمني لا يقل عن أربعة أشهر، بل حتى الآن نسمع عن مفاوضة النادي لمدربين صنفتهم صفحات رجاوية أنهم مدربون من درجة ثالثة، وفي التصنيف حكمة فالأرقام لا تكذب ولم تكذب حينما حذر الجمهور من عدة تعاقدات.
لو كان للرجاء مدير رياضي، فهل كان سيقبل بأن ينتدب النادي لاعبا عاطلا، ولا زال عاطلا إلى الآن، ولاعبا آخر لا يملك في سيرته الذاتية سوى هدف وحيد، دون إغفال انتداب لاعب أجنبي لم يلعب منذ موسمين، تعاقد مع الرجاء لإحياء إسمه من جديد، أما الأجنبي الآخر فتم التعاقد معه حتى يتحدث لوسائل الإعلام بعد كل مباراة، حيث لم يملك سجله من اللعب سوى 54 دقيقة.
كارثة عظمى أن يكون للرجاء انتدابات من هذا القبيل، لكن الطامة الكبرى هو أن مجموعة من الأسماء تغيب عن مباريات دون اخرى، لأسباب غير معلومة لأن موقع النادي تخلى منذ أشهر عن بدعته الحسنة التي ميزته في الماضي القريب والتي كان يسميها بـ”إحاطة”.
صحيح أن الرئيس الحالي يحاول ضر الرماد على عيون أصابها العمى، فنزاعات النادي بالملايير والمنع من الانتدابات أصبح عرفا سنويا، بالبحث عن السيولة وعن الداعمين، لكن أخطاء الصيف من بداية الإعداد للموسم إلى أخطاء التعاقد مع أربعة مدربين وصولا إلى كارثة الانتدابات، تضع عادل هلا في خانة المسؤول الأول عن استيقاظ بركان من سباته.
وحتى كتابة هذه الأسطر، يبقى الرجاء قادرا على النهوض من جديد، فمن سن أسلوب”لا تقلب الصفحة حتى تقرأ السطر الأخير” قادر على العودة من جديد للصراع على لقب البطولة ولنا في مساره خلال الموسم الماضي بعودته من بعيد والتتويج بها على حساب فريق رشحه الجميع لرفع الدرع في يناير 2024، أن الرجاء يمرض ولا يموت.
نعم الرجاء قادر أيضا على التاهل لربع نهائي عصبة أبطال إفريقيا، بالفوز في مبارياته الثلاث القادمة، بمكناس والدار البيضاء، لكن شرط أن يعترف الجميع بأخطائه وأن يرفع راية الإصلاح التي لا مكانة فيها إلا للرجل المناسب في المكان المناسب.
الرجاء قادر على زحزحة أرضيته برمي الفاشلين في مزبلة التاريخ مقابل فتح أبوابه للناجحين سواء مسيرين أو لاعبين أو تقنيين.