موكوينا مع الوداد.. حلم وطموح يصطدمان بتحديات وازنة
لكل مغامرة تحديات صامدة تختبر جلد من يقبل عليها، تقيس الصبر وتتحقق من مدى صدق الرغبة والعزيمة، تعترض السبيل، كالجبال شامخة لا تزول إلى بملامستها لطموح وعدم استسلام من ينبش فيها ويرغب في إزاحتها.
تجربة منذ الوهلة الأولى، بدت مثيرة للاهتمام، كانت واعدة للجماهير ومغرية للمتابع، مدرب شاب حقق نجاحات في تجربته الأولى مع نادي ماميلودي صن داونز، مقررا الانضمام إلى ناد كبير، يعيش مرحلة انتقالية، بعدما بلغ أقصى مراحل الضعف والهوان.
كان انضمام المدرب الجنوب إفريقي، رولاني موكوينا، من أبرز الأنباء الرياضية على المستوى الوطني والقاري في السنة الحالية، بعد السمعة الكبيرة والقوية التي أحدثها مع صن داونز، وبات مطمع كبار الأندية الإفريقية والعربية، ملتحقا بالفريق الذي وصفه في وضعه الحالي، بالوحش النائم، الذي يحتاج لاستفاقة من أجل مواصلة كتابة التاريخ.
التحق موكوينا بالوداد ومعه أقدم الرئيس، هشام آيت منا، على إبرام مجموعة من الصفقات التي غيرت الفريق بكامله، مقابل رحيل الحرس القديم، وتحت أنظار جماهير الوداد التي كانت على دراية بصعوبة المرحلة وضرورة الصبر وتمكين المدرب واللاعبين من الفرصة.
خاض موكوينا مع الوداد مباريات ودية، لم يتم الاكتراث لنتائجها، قبل أن تنطلق البطولة الوطنية، بالخسارة أمام المغرب الفاسي، تم فيها التماس العذر للمدرب الجنوب إفريقي، الذي فاز بعدها في كأس التميز على شباب المسيرة وتعادل مع الكوكب المراكشي.
نجح رولاني في تحقيق أول انتصار بالبطولة الوطنية، على حساب المغرب التطواني بهدف دون رد، وتعادل مع اتحاد تواركة، وفاز على الدفاع الحسني الجديدي بأربعة أهداف مقابل واحد، ثم التعادل مع حسنية أكادير، في مباريات شهدت أداء لا يصل إلى تطلعات الجماهير، إلى أن البداية والتأقلم عززا صبر الجماهير التي تتمسك بتفاؤلها.
فاز الوداد على شباب المحمدية بصعوبة، ثم انهزم أمام النادي المكناسي، وأيضا أمام نهضة بركان وانتصر على الفتح الرباطي وتعادل في ميدانه مع اتحاد طنجة، في حصيلة أقر المدرب الجنوب إفريقي، بأنها ليست ما يطمح إليه، رغم عدم سوئها بالنسبة لما عاشه الوداد والمرحلة الانتقالية التي يمر منها.
في كل مرة، يقرّ موكوينا بقابلية تطور أداء الوداد وتحسن نتائجه كذلك، يظهر حجم رغبته وطموحه في تحقيق ما يحلم به مع الوداد، وهو كتابة التاريخ وتخليد اسمه في تاريخ النادي الذي أعجب به وبأنصاره منذ أن كان منافسا له.
عند حدود الجولة الـ10 من البطولة الوطنية، يحتل المركز السادس بـ15 نقطة، بفارق 8 نقاط عن المتصدر نهضة بركان، ليقبل على الثلث الثاني من الدوري الذي سيعرف مباريات حاسمة لفريقه ولوضعه ومصيره مع الوداد، بداية بالديربي أمام الغريم، الرجاء الرياضي.