الحسين عموتة: صانع مجد الأردن من طالب بالثانوية العسكرية إلى هداف ومدرب متميز
دخل الأردن تاريخ الكرة في القارة الآسيوية بفضل المدرب المغربي الحسين عموتة.
ونجح عموتة في قيادة منتخب الأردن إلى بلوغ نهائي كأس آسيا في سابقة هي الأولى بالنسبة لمنتخب ظل منذ نشأته يصارع لتجاوز الدور الأول لأغلى بطولة آسيوية.
وفي الأمس القريب كان عموتة رجلا غير مرغوب فيه تكتب عنه الأقلام وينتقده المحللون في الإعلام الأردني، لكن اليوم هو محبوب الجميع بل الجنرال الذي تلقى له التحية أينما حل وارتحل.
اشتهر عموتة بكونه رجل قليل الابتسامة، لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فالحسين الذي ليس إلا اسم جده، قضى سنوات الدراسة بثانوية العسكريين وهو ما يفسره الجدية التي يتحلى بها الرجل.
لم يكن عموتة يحب أن يمتهن كرة القدم، حيث كان يبحث عن راتب قار محترم ومنصب مهم في الجيش المغربي، فكرة القدم لا تسمن ولا تغني من جوع في التسعينيات.
أصر أب الحسين الذي لازال على قيد الحياة عكس والدته التي وافتها المنية، أن يواصل ابنه البار مساره الرياضي، لكونه حسب ما قاله للزميلة هبة بريس:”ولدي معندوش خرقة ديال لارمي.”
بعدما فشل حلم عموتة في الاستمرار بالعسكر، بإرادة من أبيه، التحق بمدرسة الفتح لكن بشروط تضمن له التحصيل الدراسي والرياضي فكان له ما أراد.
لمن لا يعرف مكان وولادة عموتة، فهو من مواليد 24 أكتوبر 1969 بمدينة الخميسات في المغرب، وهي المدينة التي بدأ فيها مسيرته الرياضية مع نادي اتحاد الخميسات عام 1988.
تميز عموتة كونه مهاجم قناص لا يرحم الحراس، وهو ما يفسر قيادته نادي من حجم الفتح للعودة إلى الأضواء في الدوري المغربي خلال التسعينات.
كما حقق لقب هداف الدوري المغربي مع نادي الفتح الرياضي سنة 1994. ثم انتقل النجم المغربي إلى نادي السد القطري عام 1997، حيث توج معه بلقب بالدوري وبكأس الأمير وكأس ولي العهد. لما لا وهو المتوج بلقب هداف الدوري.
نسج عموتة بجديته وأخلاقه العالية وانضباطه داخل وخارج الملعب علاقات قوية مع شخصيات رفيعة المستوى نتحاشى ذكرها، كونها أمر خاص يهم المدرب والإنسان الحسين عموتة.
علق عموتة حذاءه الرياضي فهو أدرى بأهل مكة وشعابها، التي كانت تبحث عن مدرب من حجم الحسين.
عاد عموتة إلى أرض الوطن ليجرب حظه فكانت البداية بالفريق الأم الاتحاد الزموري الخميسات وهي فرصة للوقوف على كل صغيرة وكبيرة تهم العائلة والإخوة الخمسة، فهو كما تصفه العائلة، مرضي والديه.
غير عموتة من أسلوب الخميسات حوله من فريق ضعيف إلى فريق يخلق المشاكل للرجاء والوداد، بل ثلاث نقط حرمته من لقب البطولة الذي عاد لفريق الجيش الملكي في موسم 2007-2008.
الكفاءة التدريبية التي ظهر بها مع الخميسات لم تمر مرور الكرام، على الفتح الرياضي الذي استنجد بابن الدار لعل وعسى يحمل معه عصا سحرية تقود الممثل الثاني للعاصمة إلى مجد مليء بالألقاب.
وبالفعل كان له ذلك فالفتح توج بكأس الكاف وكأس العرش، بعد صيام عن الألقاب امتد لسنين، بل ترك بصمته لجيل المدربين القادمين بعده.
وحتى الفريق الأول للعاصمة، الجيش الملكي، لم يجد أحسن من عموتة لفك النحس، فكان له ما أراد حينما قاد الحسين الزعيم للفوز بلقب البطولة بعد عمر طويل.
حن عموتة إلى بلد أنعش جيوبه ماديا ومنحه دفئا عائليا بل وضعه في شجرة العائلة الكبيرة، ليسافر إلى قطر وينخرط في حملة البلد للنهوض بكرة القدم رياضيا وإعلاميا.
منح زمام الأمور في السد، إذ عين المدير الرياضي للنادي قبل أن يتم تعيينه بديلاً للمدرب خورخي فوساتي في سنة 2012.
فكانت الحصيلة كالتالي: عصبة الأبطال الأسيوية كمدير تقني مع السد القطري 2012