المشجعة الرجاوية نورة: بأي ذنب قتلت
تواصل السلطات الامنية تحقيقاتها لمعرفة السبب الرئيسي وراء وفاة المشجعة نورة ساعات قليلة قبل ضربة بداية مباراة الرجاء والأهلي المصري عن ربع نهائي عصبة أبطال إفريقيا.
وفي الوقت الذي نكتب فيه هذه الأسطر، تنتظر عائلة الراحلة، التوصل بجثمان فلذة كبد شابة في مقتبل العمر لم يكن يهمها في هذه الحياة إلا أن ترى فريقها المفضل الرجاء في القمة.
إلى حد الساعة لم تستلم العائلة الجثة، حتى يتم دفنها والدعاء لها بالرحمة سائلين الله العلي القديم أن يتغمدها بواسع رحمته.
صحيح قد ندخل الحادث في خانة القضاء والقدر، والقدر نوعان خير وشر، ونحن أمة سيدنا محمد ملزمون بالإيمان بالقدر خيره وشره.
نعم الإيمان يلزمنا بذلك، لكن الإيمان يلزمنا بمعرفة الحقيقة التي كانت سببا رئيسيا في وفاة مشجعة شابة تابعت مباراة الذهاب بالقاهرة وحرمت من متابعة مباراة الإياب بعد وفاة لا نعلم السبب الرئيسي فيها.
نثق في نزاهة وعدل قضائنا وأمننا بل ليس في ذلك شك، والأسباب الرئيسية وراء هذه الوفاة ستخرج في الحين وسيحاسب كل من كان سببا في هذه الوفاة.
لكن هذا الحادث يدفع إلى دق ناقوس الخطر، بالبحث عن استراتيجية فعالة لتنظيم أمور الولوج إلى الملعب.
سبق لي أن وثقت منذ أشهر الطريقة السيئة التي يتم بها الولوج إلى الملعب، وللمفارقة أن الأمر حدث الموسم الماضي عن لقاء ضذ الأهلي المصري وفي ربع نهائي عصبة أبطال إفريقيا…فوضى عارمة، ينتج عنها تسلل من لا يملكون أي تذكرة مقابل إغلاق الأبواب على من يملكون التذكرة.
لحد الساعة لم تنجح كل التدابير لمنع كل مشجع لا يتوفر على تذكرة من الولوج إلى محيط الملعب، وإذا ثبت العكس فكيف نفسر رش الأمن المياه على الجماهير وإغلاق الأبواب قبل أقل من ثلاث ساعات من ضربة بداية المباراة، أمام آلاف تبين أنهم يحملون التذاكر.
في كل مباراة نرى كيف يتسلل المئات بل الآلاف إلى الملعب بكل الطرق، هناك من يتسلق الجدران وهناك من يدفع الدريهمات وهناك من يستند على ذووي القربى وهناك من يحمل تذكرة مزورة وغير ذلك من الأمور غير مشروعة.
صحيح أن التسلل، تشهدها جميع ملاعب العالم، وخير دليل ما حدث في مباراة نهائي عصبة أبطال الموسم الماضي بباريس بين ريال مدريد وليفربول، لكن تبقى أمور نادرة وليست بتلك الحدة التي نشهدها في ملاعبنا.
في تجربتي في كأس العالم قطر 2022، لاحظت كيف نجحت السلطات هناك في تدبير عملية ولوج إلى الملعب، إذ يستحيل أن يتسلل مشجع واحد لا يملك تذكرة إلى محيط الملعب.
لماذا لا نعتمد التجربة القطرية في ملاعبنا، هل لهذا الحد العملية صعبة، بالرغم من أنها سهلة من الجانب النظري ولا تتطلب الكثير، بل يكفي أن يمنع منعا كليا الاقتراب من الملعب بمسافة 5 كيلومترات لتدبير جيد لولوج الملعب.
يرى الكثيرون أن موقع ملعب محمد الخامس يصعب معه تطبيق شروط صارمة، لكن مجموعة من ملاعب العالم تقع في وسط المدن ولا مشاكل، وهنا نتحدث عن ملعب بتيس إشبيلية وملعب إسبانيول برشلونة وملعب ليبفانتي ملعب فالنسيا وملعب بنفيكا وغيرها من الملاعب التي تقع في مواقع حساسة لكن دون أدنى مشاكل.
الجميع يتحمل مسؤولية ما وقع من جمهور متسلل يستهويه الدخول المجاني، من منظمين تخاذلوا في إنجاز مهمة تنظيم ولوج الملعب بنجاح..
الأمر الآخر الذي يتطلب منا بحثا دقيقا هو كم عدد التذاكر التي تم طبعها؟ وهل توجد لجنة تقنية مهمتها الأساسية التأكد من عدد التذاكر التي تم طبعها قبل المباراة لأن ما يروج في مقاهي الدار البيضاء يتحدث عن أمور يعاقب عليها القانون..
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين…وهنا أريد أن أختم مقالي بالتأكيد على أن ملعب محمد الخامس يسع فقط لحوالي 39.027 متفرج ومتفرجة..
كيف ذلك والوئائق الرسمية تتحدث عن 45.891؟ نعم الرقم الاخير هو الأصل، لكن إغلاق ما يسمى “زون 6” إلى الآن، أقصى 6864 معقد، ليصبح العدد 39.027 مقعد لا غير…
طرح هذه السؤال أملته أيضا توفر أزيد من 10 آلاف مشجع على بطائق الاشتراك التي تسمح لصاحبها بمتابعة جميع مباريات الرجاء في ملعب محمد الخامس.
هل بالفعل تم سحب عشرة آلاف تذكرة من البيع؟ هل طبعت فقط 39.027 تذكرة؟ في انتظار الإجابة وفي انتظار الحقيقة رحم الله نورة ورزق ذويها الصبر والسلوان.