البطولة

بين بداية مبشرة ونهاية حزينة.. هذه حصيلة الأندية الوطنية خلال سنة 2019

ونحن على بعد أيام قليلة من توديع سنة 2019، التي كانت مليئة بالأحداث الرياضية المهمة، المفرحة منها والحزينة، ستغادرنا هذه السنة تاركة العديد من الأفراح والذكريات الجميلة، وكذلك الأتراح وذكريات أليمة وجب علينا أخدها كعبرة من أجل سنة مقبلة أفضل.

عاشت الجماهير الرياضية المغربية العديد من اللحظات التي لن تنساها طوال سنوات، من تتويجات لفرقها وكذلك لحظات انكسار ستتذكرها بمرارة، لكن هذا هو حال جميع الرياضات، قانونها وطبيعتها تحتم عليك الفوز مرة والهزيمة مرة أخرى، وتلك هي حلاوة المنافسة الرياضية فرحة فوز ومرارة هزيمة..

بالعودة لأبرز الأحداث التي عرفتها كرة القدم الوطنية طوال 12 شهرا من سنة كانت مليئة بالأحاسيس المختلطة، وتحديدا على مستوى الأندية المحلية، فقد عاش الجمهور المغربي جميع المشاعر الممكنة، من ترقب حسرة وأخيرا فرح.. فرح هذه السنة قد يكون أقل بالنسبة لسابقته، لكن تبقى في جميع الأحوال مليئة بالإيجابيات رغم الأخطاء المتكررة التي تعيشها رياضتنا الوطنية.

بداية مبشرة بتتويج الرجاء بكأس السوبر

كانت بداية سنة 2019، جد إيجابية بالنسبة للأندية الوطنية، وذلك بعد نجاح نسور الرجاء في التتويج بلقب السوبر الإفريقي، على حساب الترجي التونسي، في المباراة التي أقيمت لأول مرة خارج القارة وتحديدا في العاصمة القطرية الدوحة، بعد حسمه للمباراة بهدفين لواحد، لينجح بذلك في الحفاظ على اللقب الذي حقق الوداد السنة السابقة، وتحقيق لقبه الثاني على مستوى البطولة.

نهضة بركان وحلم التتويج الضائع

المنافسات القارية كانت من أبرز ما بصم الكرة الوطنية، حيث عرف كأس الكونفيدرالية الإفريقية حدثا فريدا ولأول مرة في تاريخه بوقوع ممثلي الكرة الوطنية الثلاثة في مجموعة واحدة، وذلك بعدما أوقعت القرعة فرق الرجاء الرياضي، حسنية أكادير ونهضة بركان، في المجموعة الأولى ليكون التنافس بين الفرق الوطنية بنكهة إفريقية، وتتأهل أندية حسنية أكادير ونهضة بركان للدور الموالي، حتى بلوغ نهضة بركان المباراة النهائية قبل الهزيمة أمام الزمالك بضربات الجزاء بعد انتهاء مبارتي الذهاب والإياب بإجمالي التعادل 1/1.

نهائي رادس الشهير.. الوداد بطل مع وقف التنفيذ

ولعل أبرز حدث رياضي سنة 2019، كان هو النهائي الشهير لدور أبطال إفريقيا والذي أصبح معروفا بـ”فضيحة رادس”، بعدما توج الترجي بلقبه الرابع في التاريخ في المسابقة القارية الأغلى على حساب الوداد الرياضي، في النهائي الذي لم يكتب له نهاية طبيعية كباقي النهائيات.

وتعود أحداث هذا النهائي الذي كان سببا في العديد من الردود التي عرت الفساد الذي تعرفه مؤسسة الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، وجر عليها العديد من الإنتقادات من جميع الجهات، ليوم 31 ماي الماضي، وكان الملعب الأولمبي لرادس مسرحا لهذا الحدث.

كل الأمور كانت عادية وتشير بموعد رياضي مثير يليق بقيمة الحدث إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، الترجي التونسي يستضيف الوداد الرياضي في مباراة حسم لقب الأميرة السمراء، الترجي يدخل المباراة بامتيازات عديدة أولها استقباله على أرضه وأمام جماهيره، وثانيا أفضلية الهدف خارج الميدان بعدما أنها مباراة الذهاب بنتيجة 1ء1، في المقابل الوداد في موقع ضعف بعد تعادله على أرضه قبل أسبوع، إضافة إلى لعبه المباراة منقوصا من قائده النقاش الذي تلقى البطاقة الحمراء في مباراة الذهاب.

كما كان متوقعا الجولة الأولى انتهت لأصحاب الأرض بهدف نظيف من توقيع الجزائري يوسف لبلايلي، كل الأمور كانت تشير لفوز كاسح للترجي، لكن في الجولة الثانية انعكست الآية وظهر كبرياء الوداد الذي ضغط من أجل تعديل النتيجة وإعادة الأمور لنقطة الصفر، وهو ما نجح فيه في الدقيقة 58 عن طريق وليد الكرتي، برأسية كانت كفيلة بإيقاف المباراة وكشف فساد فريق واتحاد وكونفيدرالية بأكملها.

هدف صحيح ألغاه الحكم المساعد بداعي التسلل، لاعبو الوداد يطالبون بتقنية حكم الفيديو المساعد “فار”، لكنها لا تعمل، توقفت المباراة لأككثر من ساعة، الكل اجتاح أرضية الملعب واللاعبون ينتظرون قرار الحكم النهائي، هل سيعود للفار ويحتسب الهدف أم سكون قرار آخر.. كانت النهاية غير متوقعة بعدما أنهى الحكم باكاري غاساما المباراة معلنا تتويج الترجي بلقبه الثاني على التوالي والرابع في تاريخه أمام استغراب الجميع، في لقطة ستظل وسمة عار في جبين الـ”كاف”.

تبعات هذا النهائي لازالت مستمرة لحدود اليوم، فبعد أن حكمت محكمة التحكيم الرياضية، بعدم أهلية اللجنة التنفيدية لل”كاف” في تقرير مصير المباراة التي كانت قد قررت إعادتها، قررت اللجنة الإنضباطية للكونفيدرالية تتويج الترجي بطلا واعتبار الوداد منسحب من المباراة، لتضع بذلك نقطة النهاية من جانبها، لكن رئيس الوداد سعيد الناصيري لازال لليوم يؤكد أنه لن يتنازل عن حقه ويواصل الدفاع عن مشروعية تتويجه داخل ردهات محكمة التحكيم الرياضي، في انتظار هل سكون هناك قرار جديد أم أن الأمور حسمت لصالح الترجي كما يبدو عليه.

البطولة 20 وحصول الوداد على النجمة الثانية

في منتصف شهر يونيو، نجح فريق الوداد الرياضي، في رفع درع البطولة رقم 20 في تاريخه، ليستطيع بذلك تزيين شعاره بالنجمة الثانية، ويبتعد بعدد الألقاب عن أقرب مطارديه الجيش الملكي صاحب 12 بطولة، ليدخل بذلك جيل الكرتي، النقاش، نصير، السعيدي، تاريخ الوداد من أوسع أبوابه.

بعد استراحة دامت لقرابة 3 أشهر، انطلق موسم جديد مع بداية نهاية سنة 2019، موسم يعد بالكثير من التشويق والإثارة، خاصة مع التنافسية الكبيرة والمستوى المتقارب للأندية الوطنية التي تنافس على مختلف الأصعدة قاريا وعربا ومحليا.

ديربي كأس العرب مباراة السنة بدون منازع

أولى المفاجآت كانت قرعة كأس محمد السادس للأندية الأبطال، التي أوقعت قطبي مدينة الدار البيضاء، الوداد والرجاء، وجها لوجه في مباراة ديربي ستلعب لأول مرة خارج المنافسات المحلية، مباراة جذبت اهتمام جميع عشاق كرة القدم، على جميع المستويات العالمي، والعربي والمحلي كذلك.

كل فريق أعد عدته من أجل الظفر ببطاقة التأهل، رغم الإكراهات العديدة التي عانيا منها بداية الموسم، لكن تبقى مباراة الديربي فريدة وخاصة لايمكن أن تتنبأ بنتيجتها مهما كانت الظروف.

المشهد الأول من مباراة الديربي، انتهى أبيضا على رقعة الميدان، مع تفوق واضح في المدرجات للجهة الحمراء، التي ظلت طوال الأسبوع الموالي للمباراة حديثا للصحافة العالمية، بعد اللوحات الخرافية التي صنعتها خلال هذا اللقاء الذي انتهى بتعادل إيجابي هدف لمثله، مع أفضلية للوداد الذي سجل خارج ملعبه باعتبار الرجاء هو المستقبل.

مباراة الإياب والتي وبدون أدنى شك ستكون هي مباراة السنة ليس فقط في البطولة العربية، بل في جميع المباريات في المنافسات والبطولات في مختلف بقاع العالم سنة 2019.

مباراة مجنونة بكل المقاييس، سيطرة وتقدم ودادي خلال الجولة الأولى بهدف لصفر، استفاقة خضراء مع بداية الشوط الثاني، تحقق معها التعادل، لكن لم يمهل أصحاب الأرض “الوداد” ضيوفهم الكثير ليتقدمو مرة أخرى بهدف ثاني، ثم ثالث وبعده هدف رابع، ليظن الجميع أن الوداد في طريقه لتسجيل أكبر انتصاراته في تاريخ الديربيات، ساعة الملعب تشير للدقيقة 71، الفريق الأحمر متقدم بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف.

مذا حدث بعد ذلك، لا أحد يعلم، لكن بعد مرور 25 دقيقة انتهت المباراة بتأهل الرجاء الرياضي على حساب غريمه الوداد بعد تحقيق تعادل إعجازي، كيف ومتى استطاع الرجاء تسجيل الأهداف، تلك هي قصة أجمل مباراة في تاريخ الديربيات عندما قادت رأسية المهاجم بين مالانغو الرجاء لدور الربع بهدف عند الدقيقة 93:41، وهي بالتأكيد وبدون منازع مباراة السنة.

كأس العرش تتويج تاريخي لأبناء الحي المحمدي
وبالعودة للمنافسات المحلية، فقد عرفت هذه السنة تتويجا تاريخيا لفريق بيضاوي آخر، ويتعلق الأمر بنادي الاتحاد الرياضي البيضاوي، الذي نجح في الظفر بلقبه الأول في التاريخ في مسابقة كأس العرش، بعد الفوز في مباراة النهائي على فريق حسنية أكادير بهدفين لواحد، كاتبا بذلك إسمه في السجل الذهبي للمتوجين بالكأس الفضية.

سنة 2019 كانت مليئة بالأحداث الرياضية، لكن تبقى حصيلة الأندية الوطنية في المنافسات الخارجية، دون مستوى تطلعات المتتبع الرياضي، خاصة بعد الفشل في التتويج القاري لفريقي الوداد الرياضي ونهضة بركان، بينما تبقى نقطة الضوء الوحيدة هي تتويج الرجاء الرياضي بكأس السوبر الإفريقي مطلع السنة.

انتهت سنة 2019 بأفراحها وأتراحها، على أمل أن تكون السنة القادمة أحسن من سابقتها على مستوى النتائج، خاصة بالتمثيلية القوية التي تحضا به الكرة الوطنية في البطولات القارية والعربية، حيث يحتفظ المغرب بآماله كاملة في التتويج بأحد الألقاب الثلاث (دوري أبطال إفريقيا، كأس الكاف وكأس محمد السادس)، حيث ينافس كل من الوداد والرجاء الرياضيين في دوري الأبطال، نهضة بركان وحسنية أكادير في كأس الكاف، وأولمبيك أسفي والرجاء الرياضي، في بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال.

نصر عزام ( الخبير القانوني) لـ”سيت أنفو”: التوقيف والغرامة في انتظار اتحاد العاصمة والاتحاد الجزائري




whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى