الرجاء في أبطال إفريقيا.. كبرياء نسر يطمح لإحياء ماضيه
الشخصية تحتكم للكبرياء الذي لا ينضب، شعلة خالدة آبية الخمود، رغبة مستمَدة من أمجاد الماضي، من تاريخ محفوظ يوقِد الطموح ويبني السجية التي ترفض الخنوع والاستسلام للوضع مهما ضنك، تميز من اختارتهم الأقدار ليكونوا أبطالا حتى وإن طال غيابهم واشتد ابتعادهم، إرثهم يثقل كاهلهم ويفرض عليهم صيانته وتعزيزه مهما تراكمت الصعوبات والأعذار.
بداية جديدة للرجاء في الموسم الحالي بأبطال إفريقيا، اتسمت بالنتائج الإيجابية منذ الظهور الأول، عبر تحقيق انتصارات كبيرة تؤكد تواجد النادي في مصاف الكبار، وتبدد شكوك الأنصار ومخاوفهم، من خلال إبراز الفريق للرغبة الكبيرة في تحقيق إنجاز افتقده لسنوات، وعودته للزمرة التي كان سيدها سابقا.
اتضحت معالم قوة الرجاء قاريا وسعيه الجامح لتحقيق شأن كبير في الأبطال من أولى المباريات، بداية بانتصاره على خصمه آنذاك، نيجليك النيجري، بهدفين دون رد، بملعب الأخير، وفي عز أزمة النتائج التي كان يعاني منها الفريق على مستوى البطولة الوطنية، جراء التغيير شبه الكامل لتركيبته البشرية، ليعود ويؤكد أفضليته بانتصاره في الإياب، بهدف دون رد، عن طريق محمد الناهيري.
بحكم النتائج غير المستقرة في البطولة الوطنية، والتغييرات التي شهدها الفريق، سواء من حيث اللاعبين أو المدرب، منذر الكبير الذي تم التعاقد معه لتعويض مواطنه، فوزي البنزرتي، تسللت الشكوك لجماهير الرجاء بشأن مدى قدرة الفريق على الذهاب بعيدا في المنافسة، ولما بلوغ المباراة الختامية والظفر باللقب الذي يبقى غيابه الطويل غصة في قلب كل مناصر للكيان الأخضر.
وضعت القرعة نادي الرجاء الرياضي في المجموعة الثالثة إلى جانب حوريا كوناكري، سيمبا التنزاني وفايبرز الأوغندي، لينجح الرجاء في الانتصار على الأخير بـ5 أهداف دون رد، في مركب الخامس، كأول ظهور للفريق بمرحلة المجموعات من المنافسة.
كانت مباراة الرجاء أمام سيمبا التنزاني، المحك الحقيقي والصعب الذي سيظهر قيمة الفريق الحالية ومدى عزمته وقدرته على تحقيق نتائج إيجابية في أصعب الملاعب وأشد الظروف سوءا، بمواجهته لخصمه بالملعب “الوطني” في العاصمة التنزانية دار السلام.
حقق الرجاء النتيجة الأقوى والأمثل، بمباراة كان التعادل فيها مكسبا، متمكنا من الانتصار على سيمبا، بثلاثة أهداف دون رد، في لقاء بحضور جماهيري تنزاني غفير، وفي أجواء صعبة لم تتصدى لعزيمة الرجاء التي كانت أكبر وأصلب، موجها بانتصاره الكبير رسالة لكبار القارة، بأنه عاد للمنافسة وعينه على اللقب.
خاض الرجاء المباراة الثالثة في أبطال إفريقيا، أمام حوريا كوناكري الغيني، وتمكن من تعزيز تفوقه وتأكيد قوته وأفضليته عن باقي منافسي مجموعته، عبر تحقيق الانتصار في مركب محمد الخامس، بهدفين دون رد، عن طريق حمزة خابا والوافد حديثا، نوفل الزرهوني.
تجدد لقاء الرجاء بحوريا كوناكري، في المباراة الرابعة التي عن المجموعة من المنافسة، بالعاصمة المالية باماكو، في تنقل يبقى فاصلا وحاسما في ضمان الرجاء لتواجده بدور ربع نهائي المنافسة.
استطاع السفير الأخضر لكرة القدم المغربية، تأكيد عودته لاجتياح القارة السمراء، بانتصار رابع على التوالي، جاء على حساب حوريا كوناكري، بثلاثة أهداف مقابل واحد، انتصار يقود الرجاء بشكل رسمي إلى دور ربع نهائي المنافسة، قبل مباراتين من نهاية مرحلة المجموعات.
يصول الرجاء ويجول في أدغال إفريقيا بعزيمة استقاها من الخلف، عزيمة العودة إلى عرش القمة الذي أضاع طريقه في السنوات الماضية، إلى المكان الذي اعتاده وتميز فيه، عزيمة نسر استجمع قواه وافرد جناحيه معلنا حضوره القوي، وسعيه للشموخ على اللقب الأحب إليه.