يوميات أمريكا.. الوداديون الأحرار مايدوزو عار
تغيرت الظروف المناخية في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن جو مشمس حار ، إلى أمطار وضباب كثيف، أثر سلبا على وضعي الصحي، بعدما نسيت حمل ملابس شتوية معي في رحلتي إلى بلد العام سام.
ظروف مناخية صعبة لم يكن ليدفئ حالها إلا مغاربة أحرار، شاءت الصدفة أن ألتقيهم في مدينة فيلادلفيا الأمريكية بجرة هاتف.
منذ وصولي ويصر هذا الشاب الوسيم أكرم، إلا أن يتفقد أحوالي، قبل أن يقدم خدمة لي بحملي من الفندق نحو محطة الحافلات في وجهتي نحو واشنطن.
أكرم هذا يشبه كثيرا رئيس تشيلسي الإنجليزي السابق أبراموفيتش، إذ لم أكن أتصور أبدا أن هذا الوسيم الشاب الأشقر صاحب السيارة الفاخرة واللباس الرسمي مغربيا، إلا بعدما نطق بكلمة مرحبا خويا عبد الإله.
الذي يعرف أكرم، يعرف أنه ودادي متعصب، لا يحب في الكون إلا عائلته والوطن وقميص الوداد. لكن متعصب لكرة جميلة لفريق يتوج بالألقاب لفريق فاز بكل الألقاب الممكنة.
لكن في السويعات القليلة التي عرفني القدر بأكرم، اكتشفت معدنا أصيلا، فالرجل منذ يومين وهو يقدم يد العون لجمهور الترجي التونسي، الذي ملأ شوارع فيلادلفيا (ليس بعدد الوداديين) تحسبا لمباراة فلامينغو ليلة اليوم الثلاثاء.
تصرف أكرم يؤكد أن المغاربة أخيار والوداديين أحرار ما يدوزو عار حتى ولو كان البادئ أظلم، والكل يعلم ما حدث في تايم سكوير بنيويورك ليلة أمس الأحد.
كرم المغاربة وطيبتهم، سيمتد حتى وصولي إلى واشنطن بعد قرابة ثلاث ساعات ونصف في الحافلة، إذ أصر ودادي آخر معروف عند جمهور وداد الأمة بالأخ كريم وساعة مع الحمراء.
كريم المعمر ، تخلى عن كل مشاغله، ليتكلف بدور المرشد، الناصح، والموجه تارة فندق الوداد وتارة أخرى نحو تجمع تدريبات النادي الأحمر.
في الشدائد تظهر معادن الرجال، وفي أمريكا المغاربة شعب منبت الأحرار، وهو ما تجسده الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، التي وفرت كل الظروف للصحافيين حتى ولو كانت التكلفة مرتفعة لتغطية مونديال يضم 32 ناديا من 81 دولة.
كرم الجمعية تمثل في اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب فعيسى الكامحي يتحمل شغبنا ويوسف بصور شمر على ذراعيه لخدمتنا، ومختار الغزيوي لتقديم النصح لنا، وأميمة لترجمة ما هو صعب الفهم عنا، لمجموعة من الصحافيين، خير ما يقال عنهم… أطيب خلق الله.
الطريق وعرة والمونديال في أيامه الأولى والعد العكسي لمباراة الوداد ومانشستر سيتي الإنجليزي انطلق.
