في حديث حصري لـ”سيت أنفو سبور”، استعرض محلل الأداء التونسي إبراهيم بوغانمي مسيرته الطويلة مع نادي السد القطري، حيث أشار إلى التجربة الثرية التي اكتسبها على مدار أكثر من 17 عامًا قضاها في العمل مع الفريق الأول.
وتوقف بوغانمي في حديثه مع “سيت أنفو سبور” عند تعاونه مع الإطار الوطني المغربي الحسين عموتة الذي يشغل حاليا مهمة تدريب الجزيرة الإماراتي، مشيدًا بفكره التكتيكي وأخلاقه العالية التي انعكست على نجاحاته مع الفريق.
كما تطرق بوغانمي إلى فترة تواجد النجم المغربي أيوب الكعبي مع السد القطري، مشيداً بمستواه الحالي مع نادي أولمبياكوس اليوناني وعودته القوية إلى صفوف المنتخب الوطني المغربي، مؤكدا أن اللاعب يملك إمكانيات تهديفية كبيرة.
كما تحدث محلل الأداء التونسي عن اللاعبين المغاربة في الدوري القطري، حيث أشاد بالمستوى المتميز لكل من بدر بانون مدافع نادي قطر وأشرف بنشرقي جناح نادي الريان، بالإضافة إلى رومان سايس قائد دفاع السد. معتبرا أن اللاعبين المغاربة يثبتون كفاءتهم الفنية والتكتيكية العالية في مختلف المسابقات والمستويات في القارة السمراء والعالم.
في ما يلي نص الحوار:
في البداية، حدثنا عن نفسك
إبراهيم بوغانمي، تونسي الجنسية، متخرج من المعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بالكاف، أستاذ تربية بدنية، مدرب كرة قدم حاصل على الشهادة الإفريقية للتدريب CAF A والشهادة الآسيوية AFC A، ومحلل أداء لأكثر من 18 سنة. أعمل كمحلل فني (تحليل الأداء) ومختص في متابعة وتقييم اللاعبين باستخدام أحدث البرامج والتقنيات.
أعمل بالفريق الأول بنادي السد القطري منذ أواخر سنة 2007 إلى حد اليوم، وقد عملت مع أكثر من 17 مدربًا عربيًا وأجنبيًا، منهم الحسين عموتة وتشافي هيرنانديز.
كيف تصف فترتك مع الحسين عموتة كمدرب للسد؟
لا يختلف اثنان على أن المدير الفني الحسين عموتة هو واحد من أفضل المدربين الذين عملت معهم في نادي السد طيلة 17 سنة في النادي القطري. فهو قمة في التربية والأخلاق والإنسانية أولاً، ومدرب محنك وصاحب فكر تكتيكي وفني على مستوى عالٍ جداً ثانياً. فاز بالعديد من الألقاب في دولة قطر، أهمها دوري نجوم قطر موسم 2012/2013، وكأس الأمير 2015، وكأس الشيخ جاسم (السوبر) موسم 2014/2015، ناهيك عن عدد النهائيات التي وصل إليها في كأس قطر أو كأس الأمير أو كأس الشيخ جاسم. ولا تزال تربطني به علاقة طيبة جداً، وألتقيه من فترة إلى أخرى في الدوحة أو الأردن، حيث هنأته على الأداء المتميز مع منتخب الأردن الشقيق بعد وصوله إلى نهائي كأس آسيا الأخير في حضور منتخبات قوية ومتميزة مثل المنتخب الياباني، الأسترالي، الكوري والإيراني.
الكوتش عموتة واحد من أفضل المدربين المحترفين الذين نفتخر بهم كعرب، حيث حقق مسيرة رائعة ومتميزة مع المنتخبات والأندية التي عمل بها في المغرب أو خارج المغرب. وقد رشحته ليكون مدربًا لمنتخب تونس، وأتمنى أن أراه مع نسور قرطاج.
كيف تقيم مستوى أيوب الكعبي خلال تواجده مع السد؟
أيوب الكعبي لاعب خلوق ومتميز وهداف في فريقه أولمبياكوس اليوناني، حيث يقدم أداء رائعًا جدًا مما جعله يعود إلى قائمة المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة عن جدارة واستحقاق. ولكن فترة مروره في السد القطري في مارس-ماي 2023 كانت قصيرة جدًا، وعدد المباريات التي خاضها لم يكن كبيرًا، كما أنه لم يشارك بانتظام مع الفريق، مما حال دون تألقه بشكل ملحوظ. صراحة، لم يقدم ما يجعله يستحق تجديد عقده من قبل المسؤولين القطريين. قد يكون ذلك راجعًا إلى عدم تأقلمه مع الدوري القطري ودرجة الرطوبة والحرارة المرتفعة في الخليج العربي، وأيضًا لأنه لم يأخذ فرصته كاملة ليقدم المستوى المطلوب. ولكن هذا لا ينفي كونه لاعبًا هدافًا متميزًا، وقد أثبت جدارته في فريقه الحالي
ما رأيك في أداء اللاعبين المغاربة في الدوري القطري، أمثال بدر بانون وأشرف بنشرقي؟
اللاعب المغربي بشكل عام يتميز بمستوى فني وبدني وتكتيكي متميز جدًا، ويحظى باهتمام كبير في جميع الدوريات العربية وحتى العالمية. فبأمثال أشرف حكيمي، حكيم زياش، سفيان أمرابط، عز الدين أوناحي، نصير مزراوي، ياسين بونو وغيرهم، يُعتبرون مفخرة ليس للمغاربة فقط بل لكل العرب. اللاعب المغربي يقدم نفسه بقوة وتميز في الدوري القطري، حيث يقدم رومان سايس مستوى فنيًا متميزًا مع السد القطري ويعتبر صمام الأمان في خط الدفاع، كما يساهم في تألق الفريق في دوري أبطال آسيا، وقد سجل هدف الفريق الوحيد في آخر مباراة مع نادي الوصل الإماراتي. كذلك، المدافع بدر بانون مع نادي قطر القطري يقدم موسمًا متميزًا للموسم الثالث على التوالي. أشرف بن شرقي أيضًا واحد من أفضل اللاعبين في الدوري القطري، حيث يقدم مستوى فنيًا متميزًا مع الريان القطري في الدوري القطري ودوري أبطال آسيا.
كمحلل أداء، كيف ترى مستوى المنتخب المغربي في السنوات القليلة الماضية؟
المنتخب المغربي، بكل موضوعية، يُعتبر أفضل فريق أفريقي دون منازع في السنوات الأخيرة من حيث الأداء الفني وجودة اللاعبين الذين ينشطون في دوريات أوروبية قوية، مثل حكيمي، زياش، النصيري، بونو وغيرهم. خاصة بعد الأداء المتميز والنتيجة غير المسبوقة في كأس العالم قطر 2022، حيث عاش الجميع لحظات من الفخر والاعتزاز، ولأول مرة في التاريخ يكون منتخب عربي وأفريقي في نصف نهائي كأس العالم، وهي أضخم بطولة رياضية في العالم.
خلال كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، ورغم الأداء المتميز، لم يصل المنتخب المغربي إلى المستوى المطلوب من حيث النتيجة، حيث لم يذهب بعيدًا في المنافسة وترك خيبة أمل كبيرة في الشارع الرياضي العربي والعالمي. أعتقد أن اللعب في إفريقيا صعب ومعقد، ولا يتميز دائمًا بجودة فنية كبيرة بل بالأداء البدني القوي، غلق المساحات، والتحولات السريعة.
صراحة، ما يقدمه المنتخب المغربي حاليًا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس إفريقيا للأمم 2025 هو مستوى متميز من حيث الأداء والنتيجة، حيث يتصدر مجموعته بكل جدارة واستحقاق، ولم ينهزم في أي مباراة سواء داخل أو خارج ميدانه. هذه بوادر طيبة، ونتمنى أن يستمر المنتخب المغربي في نفس الوتيرة دون الدخول في مربع الغرور والثقة الزائدة من اللاعبين أو حتى المدرب، لأن كرة القدم هي أداء وصراع وواقعية وتركيز تام، مع انضباط فني وتكتيكي داخل المستطيل الأخضر. كما أن جميع المنتخبات الإفريقية شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وأصبحت كل مباريات إفريقيا صعبة ومعقدة على جميع الفرق الكبيرة.
في الختام، تمنياتي للمنتخب المغربي الشقيق بالتوفيق في كأس إفريقيا للأمم، خاصة أنه صاحب الأرض والجمهور، وأيضًا في كأس العالم القادمة.