سابقة: كانتي لم يغير هاتفه لمدة 10 سنوات
يمثل الفرنسي نجولو كانتي، لاعب اتحاد جدة السعودي، رمزًا للقيم والتواضع في عالم كرة القدم، إذ يفضل الحياة البسيطة، فهو غير متكلف في حياته ويفعل الأشياء بشكل مختلف قليلاً.
وعُرف الدولي الفرنسي، بشخصيته الهادئة خارج الملعب، وانضباطه التكتيكي داخله، كما أنه يشبه النحلة بسبب خفة حركته وسرقته للكرة من خصومه بكل براعة ورشاقة.
وترجع نظرة كانتي البسيطة للحياة، إلى طبيعة نشأته، فأصوله تعود إلى دولة مالي الواقعة في غرب إفريقيا، ولكن والديه هاجرا إلى فرنسا في عام 1980 بحثًا عن حياة أفضل، وكان نجولو الابن الأكبر، ولديه 4 إخوة وأخوات.
توفي والد كانتي عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا، ومنذ ذلك الحين نمى لديه الإحساس بالمسؤولية تجاه عائلتة وتحمل أعباء الحياة الصعبة، إذ ترك ذلك أثرًا نفسيًا كبيرًا لديه.
ونشأ كانتي في منطقة رويل مالميزون، وبدأ العمل كعامل نظافة في محاولة لإعالة أسرته الفقيرة، حيث كان يمشي يوميًا عشرات الكيلو مترات لجمع النفايات من ضواحي شرق باريس ويبيعها لشركات إعادة التدوير.
ثم بدأ في امتهان كرة القدم عام 1998، ومنذ ذلك الحين بدأت قصته مع الشهرة والأموال، ولكن على الرغم من ذلك، ظل كانتي هو نجولو الصغير الذي بدأ حياته كعامل نظافة وجامع للقمامة، لم تغير الأموال نظرته البسيطة للحياة.
10 سنوات بنفس الهاتف
اعتاد كانتي على نمط حياة مخالف لما يتبعه أغلب المشاهير، فهو يرتدي ثياب بعيدة كل البعد عن العلامات التجارية الشهيرة، ويفضل قضاء الإجازات في المنزل، بعيدًا عن الجزر والنوادي الليلية والحياة الصاخبة.
ويملك كانتي سيارة ماركة ميني كوبر اشتراها مستعملة منذ عام 2015 حينما كان يلعب في ليستر سيتي، ولم يفرط فيها حتى الآن، حتى أن زميله سابقا في تشيلسي أنطونيو روديجر، قال: “كل شيء مع كانتي أصيل. إنها ليست مجرد سيارة. لها معنى عميق”.
أما أغرب القصص عن شخصية كانتي، فكانت ما كشف عنه زميله السابق كاي هافيرتز، إذ صرح بأن كانتي ظل يستخدم نفس الهاتف الجوال لمدة 10 سنوات، ولم يغيره، وذلك لأنه لم يجد أي سبب لتغيير الهاتف طالما يعمل جيدًا.
وقال الألماني: “لقد قابلت شخصيات مختلفة.. نجولو كانتي واحد منهم، هادئ ومتواضع، لا يهتم بالأشياء البراقة.. يعرف أن الحياة ليست كرة القدم فقط.. لديه نفس الهاتف لمدة 10 سنوات، لا يهتم بالسيارات، لا يهتم بالملابس”.
وتابع: “لا يمكنك الحكم على الناس بسبب الإنفاق.. إذا كان هذا يجعلهم سعداء، لا أهتم.. ربما في قلوبهم هم أيضًا أشخاص طيبون، يريدون فقط التصرف بشكل رائع.. في بعض الأحيان ربما يكون نوعًا من الحماية”.