الوداد.. سقوط بعد سنوات من التربع في القمة
دوام الحال من المُحال، ولكل جواد كبوة، تبقى القمة طموح العامة وبلوغها حقٌّ لكل مجتهد يصبو لإرضاء نزعة التميّز وتحقيق المجد، بيد أن البقاء في الأوج يعدُّ الأصعب تحققا، ومهما امتد الاستقرار في الزعامة، تأتي لحظة الهوان التي تعد نهاية حتمية لكل بداية.
سنوات من المجد خلدها الوداد بإنجازات تاريخية أسر بها قلوب أنصاره، وكسب بها احترام الخصوم قبل المتابعين، سنوات من الفخر وحمل عاتق إشعاع كرة القدم الوطنية، إلى أن جاء سقوطه من القمة التي تربع عليها، بالغا نهاية مرحلة كانت عظيمة.
هو موسم النسيان بالنسبة للوداد وأنصاره، بداية كانت صعبة مع مدرب يافع، قبل أن يستقر الحال ويتحسن الوضع، إلى أن استعاد الأنصار الطموح ونهم البطولات، في دوري السوبر الإفريقي الذي بلغ الأحمر دوره النهائي، ثم السقوط التدريجي بتغيير المدرب ومجموعة من الأحداث التي أودت بحظوظ الفريق في المنافسة على الألقاب الممكنة.
دوري أبطال إفريقيا.. نهاية صادمة
بصم الوداد على مشوار غير مألوف له في الموسم الحالي من دوري أبطال إفريقيا، بإقصاء مبكر جاء من مرحلة المجموعات، بعدما اعتاد الأحمر اجتياز الدور دون إشكال ولسنوات.
بداية النكسة لجماهير الوداد، كانت بالخسارة الصادمة أمام جوانينغ غلاكسي، بهدف دون رد في مراكش، وإلى جانب الأداء المحبط، كان الضعف باديا على وصيف بطل القارة في الموسم المنصرف، إلى أن انقاد الوداد لهزيمة ثانية أمام أسيك ميموزا، ومن ثم انتصار وخسارة أمام سيمبا، وانتصار على جوانينغ في ميدان الأخير ومثله على أسيك في مراكش، لم يمنعا الوداد من الإقصاء، بعد تخلفه في فارق أهداف المواجهتين المباشرتين مع سيمبا.
النهاية المبكرة للوداد في أبطال إفريقيا، أزاحت الستار عن واقع الفريق للجماهير والمتابعين، الذين أعربوا عن أسفهم الشديد واستغرابهم مما آل له وضع النادي الذي انتهى غزوه للقارة.
البطولة.. وضع صعب وقادم محبط
كان القاسم المشترك في المواسم الماضية من البطولة، تحقيق الوداد لدرع البطولة أو منافسته عليها إلى غاية آخر جولة، محتلا الوصافة، بيد أن الموسم الحالي، بات استثناءا صادما لجماهير الأحمر.
يبتعد الوداد عن صدارة البطولة الوطنية، بقرابة 20 نقطة، محتلا إلى غاية 21 جولة من أصل 30، المركز الخامس بـ33 نقطة، إلى جانب ابتعاده عن المركز الثاني والمؤهل لدوري أبطال إفريقيا بقرابة 18 نقطة، ما يجعل تواجده في الموسم القادم من المنافسة التي اعتادت تواجُدَه، شبه مستحيل.
كما بات الوداد أمام إمكانية عدم المشاركة في أي منافسة إفريقية، إن استمر في تخبطه، وذلك للمنافسة الشرسة على المركز الثالث الذي يحتله فريق الفتح الرباطي، صاحب الـ38 نقطة، ودخول كل من أولمبيك آسفي ونهضة بركان دائرة المنافسة المباشرة، ما يجعل تحقيق لقب كأس العرش، فرصة أخيرة ما إن فشل في الانقضاض على المركز الثالث.
اعتقال رئيس الوداد وتخبطات تدفع الجماهير للمطالبة بالتغيير
يتضح للعامة مرور الوداد من مرحلة انتقالية، وجب أن يغير فيها جلده، عبر إحداث تغييرات تامة بداية بالمكتب المسير، الذي سيُقبل على إحداث جموع عامة، يرتقب من خلالها أن يتم فتح باب الترشح لرئاسة النادي، خلفا لسعيد الناصيري، الذي سيتم فصله بسبب اعتقاله في القضية التي باتت شهيرة بـ”المالي”.
المكتب الحالي الذي يدير الوداد مؤقتا، بات مطالبا بالاستجابة للجماهير ولما يستدعيه الواقع، بالعمل على إنقاذ الفريق، عبر إحداث التغيير المتمثل في تمكين الوداد من مكتب جديد بنظرة تناسب المرحلة القادمة، وبشغف كبير لإعادة الأحمر للزعامة التي كانت ملاذه في السنوات الماضية.