ملعب البشير بالمحمدية: شخصية السنة بامتياز
أجزم أن شخصية العام بامتياز يجب أن يفوز بها ملعب البشير بالمحمدية.
أعتذر لكل الشخصيات، لكن عيب وعار أن تذهب جائزة السنة لشخص آخر عوض ملعب البشير.
لقد وقف ملعب البشير صادما شامخا أمام الأمطار رغم قلتها والرياح والرعد والشمس الحارقة، لينقذ فرق المغرب من “الفورفي” بسبب إغلاق كل الملاعب لما سمي” الإصلاح”.
البشير أرينا وأليانز أرينا أو بيرنابيو المغرب، كلها أسماء وصف بهذا هذا الملعب البسيط الشكل، الكثير الفائدة، بعدما باتت تلعب فيه أغلب مباريات البطولة.
من كل حدب وصوب من الشمال إلى الجنوب، بل حتى من جيراننا في القارة السمراء، جايين طالبين راغبين، في أن يستضيف البشير مبارياتهم، حتى تحول اسم البطولة، إلى بطولة البشير لكرة القدم، وتصفيات الكان، بتصفيات البشير القارية.
لم يتأثر عشب هذا الملعب ولم يصرف عليه سنتيم واحد مما صرف ويصرف على ملاعب أخرى، تغلق في السنة مرتين لكن دون جدوى.
ظل عشب البشير كما سماه الألمان يوما، بالعشب الذي لا يبور، نعم وهل يمكن لشخص ألماني أن ينطق زورا أبدا.
حتى نكون منصفين، ملعب البشير معروف حتى عند الألمان، بل الخرافة تتحدث على أن عشب أليانز أرينا بميونيخ، جيء بجزء منه من ملعب البشير.
لم كن لتنتشر الخرافة لولا احتضان ملعب البشير في سنة 1983 مباراة كان أحد أطرافها فريق بايرن ميوخ الألماني، بلاعبيه الكبار روميغي و مولر ، لتتحول الخرافة إلى حقيقة، بعدما أعجب نجوم الألمان بالملعب وبقائه صامدا إلى الآن.
لمن لا يعرف البشير فهو أحد رجالات شباب المحمدية، بل واحدا من نجومها، في حقبة الخمسينيات والستينيات.
ويعود بناء ملعب البشير إلى الأمير مولاي عبد الله شقيق الملك الراحل الحسن الثاني، والذي اعتاد زيارة مدينة المحمدية، وكان الملعب حينها صغيرا، وكانت مدرجاته من خشب وطاقته الاستيعابية تتراوح من 600 إلى 700 متفرج، وبعد حادث سقوط جانب من المدرجات، تم سنة 1961 بناء مدرجات إسمنتية وفي سنة 1964 تم زرع العشب فوق أرضية الملعب.
سبحان مبدل الأحول: فقبل عشرين سنة، اجتاحت الفيضانات مدينة المحمدية من جهتها الجنوبية بسبب وجود مجرى لنهر لم يكن مستفيدا من المقومات اللازمة لمقاومة الفيضنات. وكان من أكبر المتضررين من هذه المياه الجارفة ملعب البشير بالمحمدية الذي تحول لموقع منكوب.
لكنه اليوم من منكوب إلى نعمة تستحق معها الثناء حتى لا تزول.1314
سيبقى ملعب البشير مصنع الأبطال ومنقذ الكبار، ويستحق معه القائمون على تجهيزه طيلة الأسبوع لفرقنا الوطنية، تماثيل أو على الأقل أوسمة استحقاق.14