عادل رمزي.. حظ عاثر وتقلبات أودت بطموحه مع الوداد
وإن كان الطموح هو الفانوس الذي ينير الدرب و يُرشد إلى المسار الصائب، فإن الحظ والتقلبات الفجائية تأتي كعواصف تكسّر الحاميات، وتطفئ الشعلة التي كان خفوتها في وقت قريب أمرا مستبعدا، تراكمات وأحداث أودت برغبة مدرب آمن بالقدرة على إنزال أفكار أتى بها من أرض حاضنة لأعرق وأهم مدارس كرة القدم، بداية متذبذبة، تطور تدريجي، ثم تألق وإخفاق مباغت محق كل المكاسب.
سريعا ما انقلب حال، عادل رمزي، مع الوداد الرياضي، من مدرب حُمل على الأكتاف وتهاطلت عليه الإشادات، إلى مدرب نُسب إليه الفشل والتخبط، بعد أيام من ثناء كان ينعم فيها،
سيرة رمزي مع الوداد لم تشغل صفحات مرضية في تاريخ النادي، أشهر معدودات على رؤوس أصابع اليد الواحدة، انقلب فيها وضعه سريعا، من مدرب شوهد فيه البطل القادر على أن يكون خير خلف لطيب الذكر عند أنصار الوداد، (وليد الركراكي)، إلى كبش فداء، جرت التضحية به عند السقوط.
انضم رمزي في صيف السنة الحالية، بناء على مشروع جرى تسطيره، يقوده إطار يافع طموح، راغبا في تسخير ما أتى به من تجربته بهولندا، بدايته مع الوداد كانت صعبة، بإقصاء مبكر من البطولة العربية، جرى تبريره بعدم استفادته من وقت كاف لتمرير أفكاره وإشباع لاعبيه بأسلوبه.
باشر رمزي مع الوداد منافسة البطولة الوطنية، بانطلاقة صعبة ثم تطور واستقرار نسبي في النتائج، أعطى مؤشرات بإمكانية بلوغ الفريق للمستوى المنشود من الجماهير، مستمرا في التحسن وتحقيق النتائج الإيجابية، إلى حين حلول موعد دوري السوبر الإفريقي.
باشر الوداد مغامرته في النسخة الأولى من دوري السوبر الإفريقي، وتمكن من اجتياز عقبة إنييمبا النيجيري، ثم الترجي اارياضي التونسي في قمتين تألق فيهما الأحمر، واستطاع خطف بطاقة العبور إلى نهائي المنافسة، بعد إياب بطولي من الوداد.
خاض عادل رمزي نهائي “السوبر ليغ” مع الوداد أمام ماميلودي صن داون، منتشيا بالإشادات التي تتوالت عليه بعد مباريات كبيرة شهدت أداءَ قويا مثيرا لإعجاب الأنصار والنقاد، بيد أن الفريق فشل في تحقيق اللقب بعد خسارته للإياب أمام خصمه الجنوب إفريقي.
معالم الأزمة بدت في إياب نهائي “السوبر ليغ” الإفريقي، وتأكدت معاناة الوداد في المباراة الموالية أمام جوانينغ غلاكسي البوتسواني في أبطال إفريقيا، بخسارته في مراكش، ومن ثم أمام الجيش الملكي، في مباراة لم تشهد أي روح أو رغبة من اللاعبين، ما جعل ناقوس الخطر يُدقُّ من قبل الجماهير التي أعربت عن استغرابها واستيائها الشديدين من حال الفريق.
ومقابل ترقب الأنصار لردة الفعل، انقاد الوداد إلى الهزيمة الرابعة تواليا، بسقوطه أمام أسيك ميموزا الإفواري، واضعا نفسه في وضع صعب وتحت رحمة الحسابات، في مجموعته بأبطال إفريقيا.
عاش رمزي مع باقي اللاعبين ضغطا كبيرا مع شكوك إمكانيات واردة بقوة حول إقالة وشيكة، رغم تصريحات رئيس النادي، سعيد الناصيري، التي أكد فيها تشبثه بالإطار وإيمانه بمشروعه.
بالموازاة مع ضعف المستوى واستياء المناصرين من المستوى، استطاع الوداد مع عادل رمزي، الاستقرار من جديد بتحقيق ثلاث انتصارات متوالية على حساب كل من مولودية وجدة، سيمبا التنزاني واتحاد تواركة، وفور خفوت الانتقادات بشكل نسبي، تفاجأت جماهير الوداد بتعاقد ناديها مع المدرب التونسي، فوزي البنزرتي، عندما كانت بعثة الأحمر تستعد للسفر الى تنزانيا لملاقاة سيمبا، وعلى رأسها عادل رمزي، مفاجأة كانت صدمة للمدرب، الذي تم الاستغناء عنه بعدما ظن استمراره مؤكدا بعد اجتيازه للنفق المظلم، مستقبلا قرار رئيس الوداد الذي انقلب موقفه سريعا من داعم في أصعب فترات النادي، إلى مسؤول اتخذ قرار التغيير بشكل مباغت، بعد اتفاق وإتمام مع المدرب الجديد.
سريعا ما انضم فوزي البنزرتي للوداد، وتم الانفصال عن عادل رمزي، الذي قرر توديع الجماهير على حسابه الخاص في “انستغرام” رغم أسفه وحزنه الشديدين على القرار الذي أودى بأحلامه مع الوداد، وأتى كصدمة تؤكد له أن النتائج بإمكانها أن تغير المواقف وتقلب الأحوال.