ظهور أول ثم بزوغ للعالم وأفول لسنوات.. تاريخ مشاركات المنتخب المغربي في “المونديال”
لكل منتخب عريق ارتباط تاريخي بكأس العالم، مسار يُستحضر في كل مرة أهلّت المنافسة، أحداث تختزن مشاعر وازنة متباينة، بين نجاح يثير ويخلد الفخر لقادم الأجيال، ونكبات تدفع للانتفاض وتأكيد الوجود في حضور العالم.
للمنتخب الوطني المغربي باعٌ على مستوى مشاركاته في كأس العالم مقارنة بأقرانه العرب والأفارقة، يكفي أنه أول منتخب حصل على نقطة في المونديال وأول من نجح في بلوغ الدور الـ16 من المنافسة، قبل أن ينغمس في مدّ وجزرٍ إلى حين إقباله على مشاركة سادسة يقدم عليها بطموح تعزيز تاريخه المتعطش لانجازات ألفها في القرن الغابر.
كأس العالم 1970
كان الظهور الأول للمنتخب المغربي في كأس العالم، سنة 1970، وبعد 15 سنة من تأسيس الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي أقيمت حينها في المكسيك.
انهزم المنتخب المغربي في المباراة الأولى له بالمجموعات بهدفين مقابل واحد أمام ألمانيا الغربية، وكذلك في الثانية أمام البيرو بثلاثة أهداف دون رد، قبل أن يفرض التعادل على بلغاريا بهدف لمثله.
بمشاركته في مونديال 1970، يعد المغرب ثاني منتخب عربي يشارك في الحدث العالمي بعد مصر، كما يعد أول منتخب عربي وإفريقي يحصل على نقطة في المونديال، وهو الهدف الذي سجله اللاعب، موهوب الغزواني، في مرمى بلغاريا.
كأس العالم 1986
تبقى نسخة مونديال 1986 في المكسيك، الأبرز والألمع في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي بالمنافسة، وذلك بتحقيقه لأفضل إنجاز متمثل في بلوغه للدور الثاني من المنافسة، كأول منتخب عربي وإفريقيا يجتاز دور المجموعات.
وتعادل المنتخب المغربي مع بولندا وإنجلترا بدون أهداف، قبل أن ينتصر على البرتغال، بثلاثة أهداف مقابل واحد، ويعبر إلى الدور الثاني من المنافسة مواجها ألمانيا الغربية، التي تضم آنذاك نجوم بارزين، كلوثر ماثيوس، فولر، رومينيغي وغيرهم.
انهزم المنتخب المغربي أمام ألمانيا بهدف دون رد، من توقيع ماثيوس، عبر ركلة حرة مباشرة، في مباراة كان فيها المنتخب الوطني ندا عنيدا للخصم، وكاسبا احترام العالم على المستوى الذي قدمه ومشاركته التاريخية التي عرفت العالم به.
كأس العالم 1994
كانت المشاركة الثالثة للمنتخب المغربي في كأس العالم، بيد أنها مخيبة بخسارة الأسود للمباريات الثلاث في المجموعات من المنافسة، أمام كل من بلجيكا بهدف دون رد، والثانية بهدفين مقابل واحد، والثالثة أمام هولندا بهدفين مقابل واحد.
كأس العالم 1998
استعاد المنتخب المغربي سمعته الجيدة في كأس العالم1998، بمشاركة قوية تمثلت في تعادل مع النرويج بهدفين لمثلهما، خسارة منطقية أمام البرازيل بثلاثة أهداف دون رد، ثم الانتصار على استكتلندا بثلاثة أهداف دون رد.
وكان المنتخب المغربي قريبا من التأهل للدور الثاني من مونديال فرنسا، بأربع نقاط، بيد أن خسارة البرازيل غير المتوقعة أمام النرويج، حرمت الأسود من حلم التأهل وتكرار إنجاز مونديال المكسيك.
كأس العالم 2018
غاب المنتخب المغربي عن كأس العالم لـ20 سنة، بعد سنوات من الخيبات المتوالية على الكرة المحلية، حرمت الأسود من أربع نسخ، قبل التمكن من التواجد في نسخة روسيا 2018، تحت قيادة الناخب الوطني آنذاك، هيرفي رونار.
وجد المنتخب المغربي نفسه في قرعة صعبة، مواجها كل من إيران، البرتغال وإسبانيا، في مجموعة حملت لقب “الموت” كمجموعة هي الأشد في الدور الأول من المونديال.
انهزم المنتخب المغربي في المباراة الأولى أمام إيران بهدف دون رد، ثم انهزم أمام البرتغال بهدف دون رد، بعد أداء قوي قدمه الأسود دون التمكن من التسجيل.
وتعادل المنتخب المغربي مع إسبانيا بهدفين في كل مرمى، في مباراة كانت بالنسبة للأسود مواجهة تأكيد أحقية توقيعه على نتائج أفضل بالنظر للمستوى القوي الذي قدمه، كاسبا احترام العرب والأفارقة.