مدرب “عالمي” وتعاقدات غير ناجحة.. أسباب جعلت مكتب محفوظ يصل إلى الباب المسدود
قرر المكتب المديري لفريق الرجاء الرياضي، أول أمس الاثنين 16 ماي 2022، تقديم استقالة جماعية نهاية الموسم الجاري، ودعا إلى عقد جمع عام انتخابي.
وبرر بلاغ صادر عن إدارة الفريق “الأخضر” قراره بتقديم الاستقالة بسبب ما أسماه “المصلحة العليا للفريق”، وأيضا،“بسبب الوضعية الاستثنائية التي يعيشها النادي”.
وفي هذا السياق، يعرض لكم موقع “سيت أنفو”، بعض الأسباب التي عجلت باتخاذ هذا القرار من إدارة الفريق الأخضر برئاسة أنيس محفوظ، علمًا أن أصوات جماهير الرجاء تصاعدت منذ مدة من أجل الإقدام على هذه الخطوة بعدما اتضحت لها صورة فشل المشروع الرياضي الذي جاء به المكتب المذكور.
– مدرب عالمي “فاشل” لم يدم مقامه سوى 3 أشهر
بعد انتخابه رئيسا جديداً للقلعة الخضراء خلفا لرشيد الأندلسي، لم ينتظر أنيس محفوظ كثيراً، لتهب معه رياح التغيير داخل أسوار ملعب الوازيس، والبداية كانت مع الطاقم التقني للفريق، حيث قررت إدارة “النسور” إقالة التونسي لسعد جردة الشابي بحجة أن استمراره على رأس العارضة التقنية سيكون له انعكاس سلبي على المجموعة الرجاوية وتعويضه بالبلجيكي مارك فيلموتس الذي وصفوه آنذاك بـ “المدرب العالمي”.
مارك فيلموتس الذي راهن عليه المكتب الجديد للرجاء الرياضي، لم يدم مقامه طويلاً، بحيث لم يقو أنيس محفوظ ومن معه، على مواجهة الضغط الذي حاصرهم بسبب نتائج الفريق السلبية مع فيلموتس ولعل أبرزها ضياع لقب السوبر الإفريقي في آخر الأنفاس أمام الأهلي المصري، ليستسلم في النهاية لرغبة الجمهور وقام بإقالته وتعويضه بالمدرب رشيد الطاوسي، المدرب الحالي للفريق، والذي لا زال يبحث على الخروج بلقب في موسم يعد من بين الأصعب على الجماهير وفريق الرجاء الرياضي.
– انتدابات ضعيفة.. “هدف وحيد كلف خزينة “النسور” 100 مليون سنتيم”
لم ينجح معظم اللاعبين الذين راهن عليهم رئيس الرجاء أنيس محفوظ في الميركاتو الشتوي الماضي تحت إشراف البلجيكي فيلموتس، في إثبات مكانتهم داخل الفريق، على غرار المهاجمين الكونغوليين كاديما كابانغو وبيني باديبانغا، وهيثم البهجة وعبد الصمد البدوي،محمد المورابيط، إذ شاركوا لدقائق معدودة في مباريات الرجاء، فضلا عن الحارسين مرباح غايا ومحمد فخر، بالإضافة إلى الغياب الغير مفهوم للمدافع السابق للشباب المحمدية عبد المنعم بوطويل ويونس مختار الذي فضل في الأخير الرحيل.
وانتقدت جماهير الرجاء الانتدابات بشكل كبير، خاصة أنها لم تقدم الإضافة المرجوة للفريق خلال النصف الثاني من الموسم الحالي، ومن بين هذه الانتدابات نجد المهاجم الغيني “مصطفى كوياطي” الذي تفاوض بشأنه الفريق الأخضر مع فريقه السابق تي بي مازيمبي، رحيله عن الرجاء كلف خزينة النسور 100 مليون سنتيم بعد اتفاق بين الطرفين وفي سجله هدف واحد فقط، سجله في شباك شباب المحمدية برسم الجولة 11 من الدوري الاحترافي، بعد 16 مباراة مع الرجاء، بمجموع 561 دقيقة، علماً أن عقده مع النسور يمتد لأربع سنوات وكان يفوق مبلغ 700 مليون سنتيم.
– الاقصاء القاري والتعثر المحلي
وأبدت جماهير الرجاء، خيبة أملها الشديدة من الإقصاء في ربع نهائي أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري، بعدما أتيحت للفريق الأخضر إمكانية اجتياز بطل النسخة الماضية عند تسجيله لهدف السبق في الإياب منذ الدقائق الأولى للمواجهة، علماً أن الفريق انهزم ذهابا في القاهرة بهدفين مقابل هدف وحيد.
وحملت جماهير الرجاء المسؤولية للمكتب المسير الذي اعتبروه السبب الرئيسي في الإقصاء ونهاية المشوار في المنافسة الإفريقية، بسبب محدودية المجموعة والاختيارات، الأمر الذي أدخل مكتب أنيس محفوظ، دائرة مفرغة بعدما سبق وأن وعدوا جماهير النسور بعد الظفر بنتائج الانتخابات في قيادة النادي صوب حلم التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا.
وقبل أن يستفيق مكتب أنيس محفوظ من صدمة الخروج من دوري الأبطال ويعمل على امتصاص غصب الجماهير الرجاوية، سرعان ما جاءت هزيمة الأحد الماضي، في مدينة خريبكة أمام مضيفه سريع واد زم لحساب الجولة 25 من الدوري الاحترافي، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت أصوات الجماهير الخضراء تتعالى وهددت بوقفة احتجاجية جديدة في حال استمرار المكتب الحالي، وهو ما جعل الإدارة تتخد قرار الرحيل مع نهاية الموسم الحالي، في انتظار مكتب جديد قادر على إعادة الفريق إلى سكة الألقاب مستقبلا.