الأسود

مونديال قطر.. الخطوة الأخيرة للمنتخب المغربي والاختبار المصيري لخليلوزيتش

محكٌ أخير يقبل عليه بقناعة حتمية المصير، مصيرٌ يحتمل أن يحددَ بناء على إمكانية تحقيق المبتغى، مسؤولية يتحملها وهو على علمٍ بحجم التداعيات سواء كانت الحصيلة صائبة أم خائبة، يدرك أنها الفرصة الأخير لاجتناب مقصلة الانتقادات التي تحسسها بعد الإقصاء المخيب من كأس أمم إفريقيا.

يجد الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش، نفسه أمام محك حقيقي ومنعطف مفصلي في مشواره مع المنتخب المغربي، التأهل لكأس العالم، غاية يلحّ عليها المغاربة دون أعذار، التواجد في قطر هو ما سيشفي غليلهم بعد الآمال التي خابت في نسخة الـ”كان” الماضية، إلى جانب قراراته التي عاندت رغبتهم وتجرعوا مرارتها بالصبر مع التنبيه من حين لآخر.

يطمح المدرب البوسني، لقيادة المنتخب المغربي نحو الظهور السادس في تاريخ المشاركات بكأس العالم، والثاني تواليا بعد نسخة روسيا 2018، هدف حدده خليلوزيتش منذ إشرافه على تدريب المنتخب المغربي، مؤكدا أنه اختباره الحاسم، وتواجد المغرب في المونديال يُعد الهدف الأكبر له

تاريخ مشاركات المنتخب المغربي في كأس العالم

كان الظهور الأول للمنتخب الوطني المغربي في كأس العالم سنة 1970، بعد محاولتين سابقتين سنتي 1962 و1966، لم يتأهل في الأولى واستبعد في الثانية.

استهل المنتخب المغربي مساره في المونديال بلعب دور المجموعات، بهزيمتين وتعادل، محتلا المركز الـ14 في الترتيب العام للمنافسة التي احتضنتها المكسيك آنذاك.

وكانت المشاركة الثانية للمنتخب المغربي في كأس العالم سنة 1986 بالمكسيك، كان الظهور التاريخي للأسود وأفضل إنجاز تحقق على مدار مسار مشاركته، نجح في التأهل للدور الـ16 من المونديال، كأول إنجاز لمنتخب إفريقي، إلى جانب المستوى الكبير الذي قدموه رفاق بادو الزاكي، معرِّفين العالم بالمغرب وبالمنتخب الوطني الذي أحرج كبار القوم في اللعبة.

غاب بعدها المنتخب المغربي عن نسخة إيطاليا 1990، ثم ظهر في النسخة التي تلتها في الولايات المتحدة الأمريكية 1994، والتي كانت المشاركة الأسوأ للمنتخب الوطني في المونديال بخسارته للمباريات الثلاث في دور المجموعات.

عاد المنتخب ليشارك في النسخة الموالية التي احتضنتها فرنسا سنة 1998، وكان خلالها رفاق صلاح الدين بصير على مقربة من التأهل للدور القادم، وتكرار إنجاز جيل 1986، بيد أن ما عرف بالمؤامرة البرازيلية النرويجية أنهت الحلم المغربي الذي نال تعاطف العالم، وخُلد ضمن أبرز الأحداث “الدرامية” التي شهد المونديال.

المشاركة الأخيرة للمنتخب المغربي في كأس العالم كانت سنة 2018 في روسيا، بعد غياب عن المحفل امتد لعقدين من الزمن، المشاركة التي كانت مخيبة على مستوى النتائج، بِعَدَم تحقيق لأي انتصار في المباريات الثلاث بالمجموعات، إلا أنها لم تكن بذاك السوء بالنسبة للمغاربة، خاصة بعد المستوى الجيد والقتالية التي أظهرتها مجموعة الفرنسي، هيرفي رونار، إلى جانب وقوع المنتخب الوطني في مجموعة تضم كل من إسبانيا، البرتغال وإيران.

في المجمل، تمكن المنتخب الوطني المغربي في مشاركته الخمس الماضية بكأس العالم، من تسجيل 14 هدفا واستقبلت شباكه 22 هدفا، فائزا في مباراتين، متعادلا في 5 ومنهزما في 9.

مشاركات وحيد خليلوزيتش في كأس العالم

كان الظهور الأول لخليلوزيتش في كأس العالم، بنسخة جنوب إفريقيا سنة 2010، بقيادته لمنتخب ساحل العاج، الذي أشرف عنه بعد تجارب عديدة مع أندية أوروبية آسيوية وإفريقية، بيد أن المشاركة كللت بالإقصاء من مرحلة المجموعات دون أن يتمكن من المرور مع الفيلة إلى الدور القادم.

المشاركة التاريخية الأولى لخليلوزيتش كانت في النسخة الموالية سنة 2014 التي جرت بالبرازيل، والتي قاد خلالها منتخب الجزائر إلى الدور الـ16 من المنافسة، كإنجاز غير مسبوق في تاريخ مشاركات الثعالب بالمونديال، ليغادر المنتخب بعدها من الباب الكبير، عقب الخسارة أمام  بطل النسخة ألمانيا، بهدفين مقابل واحد.

نجح خيليلوزيتش مجددا في التواجد بالدور الـ16 من كأس العالم، بقيادته اليابان لاجتياز مرحلة المجموعات، على حساب السنغال وبولندا، وخلف المتصدر كولومبيا، قبل أن ينهزم أمام بلجيكا بثلاثة أهداف مقابل اثنين، في مباراة شهدت ندية كبيرة من منتخب “الساموراي”.

شغف المغاربة وطموحهم للتواجد في قطر لامس خليلوزيتش، بات يدرك أكثر من غيره ضرورة قيادة المنتخب المغربي إلى المونديال، ضرورة التكفير عن خيبة “الكان” التي أيقظت الوجع الدفين، هي فرصة سانحة لتأكيد إشعاع الكرة المغربية، فرصة للتواجد في المحفل العالمي مجددا وعدم الاكتفاء بذكريات 2018، فرصة لخليلوزيتش من أجل إيجاد داعمٍ لقراراته ومواقفه الجريئة.

رئيس الاتحاد الأردني يفاجئ جمال السلامي -صورة




whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى