لماذا يتوفى رياضيون شباب فوق المستطيل الأخضر؟
ازدادت في الفترة الأخيرة حالات الإصابة بأمراض القلب التي تصيب اللاعبين، وبين رياضي يفقد حياته وآخر يعتزل، تبقى الأسئلة المحيرة مطروحة حول هذه الظاهرة الطبية المؤلمة.
وأحدث ضحايا هذه الإصابات هو اللاعب الجزائري سفيان لوكار الذي فارق الحياة بعد سقوطه في أرض الملعب، خلال لقاء جمع فريقه “مولدية سعيدة” مع فريق “جمعية وهران” في دوري الدرجة الثانية الجزائري. وأعادت وفاة لوكار (22 عاما) بسبب سكتة قلبية، الذاكرة لحوادث مشابهة ألمت بعدد من اللاعبين.
ففي الاسبوع الماضي، تأخر البث التلفزيوني لمباراة في الدوري العماني بين فريقي نادي مسقط والسويق العماني ضمن منافسات الجولة السادسة للدوري، لسبب المفجع وهو وفاة مدافع نادي مسقط مخلد الرقادي خلال عملية الإحماء بسبب نوبة قلبية حادة.
واللافت أن حوادث سقوط الرياضيين الشباب تتعلق كلها بمشاكل في القلب وباتت أمرا يثير الاستغراب والتعجب.
ففي أكتوبر الماضي وخلال مباراة فريقي برشلونة وألافيس في الدوري الإسباني سقط المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو (32 عاما) على الأرض ممسكا صدره واشتكى من آلام متواصلة، ليتبين خلال الفحوصات الطبية أنه يعاني من اضطرابات في ضربات القلب ويعلن بعدها اعتزاله اللعبة.
وسبق لوكار وأغويرو وفاة أدهم السلحدار، نجم فريق الإسماعيلي المصري السابق والمدير الفني لفريق المجد السكندري، بعدما توفي إثر تعرضه لأزمة قلبية، عقب تسجيل فريقه لهدف الفوز في الثواني الأخيرة، بمرمى فريق الزرقا، بدوري الدرجة الثانية المصري.
وفي 21 من الشهر الحالي، أعلن نادي “تورنادو” المشارك في دوري الدرجة الثالثة الإندونيسي لكرة القدم، وفاة الحارس توفيق رمزي، بعد اصطدامه بأحد لاعبي الخصم خلال المباراة.
وبداية هذه الحوادث المؤلمة هذا العام كانت مع اللاعب الدانماركي كريستيان إريكسن، الذي سقط مغشيا عليه ببطولة أوروبا 2020 في يونيو الماضي عندما تعرض لأزمة قلبية خلال الشوط الأول من مباراة الدانمارك ضد فنلندا في كوبنهاغن.
وأنقذت حياة إريكسن -الذي فسخ فريقه إنتر عقده بسبب عدم قدرته على اللعب مجددا في الدوري الإيطالي- بعد إجراء عملية إنعاش قلبي رئوي له في الملعب واستخدام جهاز مزيل الرجفان لإعادة قلبه للعمل، قبل نقله للمستشفى، حيث تعافى بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب.
هذه الأمراض القلبية التي تصيب الرياضيين شَرَّعت الباب لأسئلة كبرى: كيف يصاب الرياضيون بأمراض تتعلق بالقلب؟
فهم يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام، ويخضعون لفحوصات دورية، كما أنهم محاطون بأنظمة تغذية صحية تكاد تكون صارمة، وممارسة الرياضة هو أمر روتيني لأي رياضي.
وهل فعلا يتحمل الرياضيون ما لا طاقة لهم به في الصالات الرياضية؟ وهل يتعرض اللاعبون لأحمال قوية خلال التدريبات؟ وهل للمكملات الغذائية دور في مثل هذه الحوادث المؤسفة؟