تقرير للجزيرة: “هل الوداد الضحية المفضلة للتحكيم الإفريقي؟”
وكالات
شهدت مباراة مولودية الجزائر مع الوداد البيضاوي في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، أمس الجمعة، خطأ تحكيميا “غريبا” قد يتسبب في إقصاء الوداد الذي عانى في السابق أخطاء مماثلة.
وانتهت المباراة التي أقيمت في العاصمة الجزائرية بالتعادل 1-1 في انتظار مباراة العودة بالمغرب في 22 من الشهر الجاري.
وبينما كانت النتيجة تشير للتعادل السلبي، ألغى الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما هدفا للوداد سجله وليد الكرتي في الدقيقة 35 بناء على راية بوجود تسلل من الحكم المساعد الأول محمد عبد الله إبراهيم.
وعبثا حاول لاعبو الوداد إقناع الحكم المساعد بصحة الهدف لكنه تمسك بقرار الإلغاء، وأيّده الحكم الذي لم يكن بمقدوره الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد “فار” لأن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” أقرّ استخدام الفار مع بدء مباريات نصف نهائي البطولة فقط.
وبلغة قانون كرة القدم فقد عدّ الحكم المساعد أن الكرتي تسلل لأنه استفاد من وجوده في موقف تسلل عندما ارتدت الكرة إليه من العارضة بعد رأسية زميله أيوب الكعبي.
والاستفادة هي إحدى 3 أسباب تستوجب احتساب التسلل مع التداخل مع المنافس والتداخل في اللعب النشيط حسب نص المادة 11 (التسلل) في قانون كرة القدم.
وهي باختصار أن يستفيد المهاجم من وجوده في موقف تسلل عندما ترتد إليه الكرة من الحارس أو المدافع أو القائمين والعارضة، ولكن بشرط أن يكون متسللا في اللحظة التي يلمس آخر زميل له الكرة وهو ما لم يتحقق “بوضوح شديد” في حالة الكرتي الذي لم يكن متسللا بأي وجه من الوجوه أو حتى يشك في تسلله، وذلك يثير تساؤلات عن الأخطاء التحكيمية الكارثية المتكررة التي تصب كلها تقريبا في مصلحة أصحاب الملعب ولا عزاء للضيوف.
ونحن هنا لا نحلل كل الأخطاء التحكيمية في المباراة بل نحلل حالة واحدة فقط توفر مقطع فيديو لها ويستطيع أي حكم دون خبرة اتخاذ القرار الصحيح فيها، حيث تطالب جماهير مولودية بضربة جزاء لم تحتسب لفريقها لكن لم يتضمنها ملخص المباراة المصور الذي نشره الكاف على مواقع التواصل أو أي موقع معتمد آخر، لذلك لا نستطيع أن نحلل حالة تحكيمية دون صورة أو مقطع فيديو يوضحها.
وليس ببعيد إلغاء هدف الكرتي الصحيح أيضا بداعي التسلل في نهائي دوري الأبطال الشهير في مرمى الترجي بملعب رادس، وتسبب إلغاء هذا الهدف في انسحاب الوداد وتتويج بطل تونس باللقب، الذي تلاه سلسلة من الاحتجاجات واللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي حتى إنه تسبب في إقرار الكاف أن يلعب نهائي البطولة على ملعب محايد في محاولة للحدّ من ظاهرة مجاملة أصحاب الأرض.
وتشير أصابع الاتهام إلى الحكام الأفارقة بالتحيز لأصحاب الأرض بل ذهب آخرون إلى اتهام بعضهم بالفساد خصوصا أن أحمد أحمد رئيس الكاف السابق وقع عقوبات قاسية بشطب عشرات الحكام ممن ثبت تلقيهم رشى، كذلك تم إيقاف آخرين بسبب شكاوى مباشرة بمجاملة بعض الفرق وأبرزها الترجي التونسي ومازيمبي الكونغولي والأهلي المصري.