البطولة

البطولة الوطنية أكثر من 100 عام من المنافسة.. تاريخ الأبطال الحلقة 1

شهدت البطولة الوطنية المغربية، بزوغ العديد من الأندية، التي نجحت في قهر الخصوم وإثبات علو كعبها على جميع المنافسين، بحصدها للقب في نهاية المطاف.

وبمرور السنين تناوب 19 فريقا على حمل درع البطولة، بعد 64 موسما من المنافسات تحت إشراف من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكن كما سبق الذكر لايمكن الحديث عن هذه فترة الحماية التي كانت اللبنة الأساسية لإنطلاق أولى منافسات البطولة الوطنية بعد الاستقلال.

وفي هذا الجزء من سلسة البطولة الوطنية أكثر من 100 عام من المنافسة”، وخاصة “تاريخ الأبطال”، ستكون البداية مع الفريق الأكثر تتويجا بالبطولة المغربية ويتعلق الأمر بحامل لقب النسخة الأخيرة والمتصدر الحالي للدوري الوداد الرياضي.

نشأة النادي

فريق الوداد الرياضي، أكثر فريق توج بالبطولة المحلية عبر التاريخ بـ20 لقب، هو الفريق الذي بدأ مشواره في ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديدا يوم 8 ماي سنة 1937، حيث تم تأسيس نادي الوداد الرياضي، عن طريق إنشاء فرع السباحة وكرة الماء، على يد الرئيس المؤسس والأب الروحي للنادي الحاج محمد بنجلون تويمي.

وعرف المكتب المسير للنادي الأحمر، تواجد 12 عضوا في مكتبه مناصفه بين مواطنين مغاربة وفرنسيين، كالتالي:
1 ـ الرئيس : الحاج محمد بنجلون التويمي 2 ـ محمد زروق 3 ـ لحسن التونسي (الأب جيكو) 4 ـ الحاج محمد بن محمد بن الحسن بنجلون 5 ـ محمد ماصون 6 ـ لوسيان بيليكرينيو (طبيب أسنان) 7 ـ كرونيي فيفيريل (مساعد أستاذ) 8 ـ بورافيل (رئيس تحرير جريدة لو ماتان) 9 ـ الدكتور بيان فوني 10 ـ بيير أندري (مدير مدرسة الأعيان) 11 ـ شارل بن شتريت 12 ـ رالف بوطبول.

تأسيس فرع كرة القدم

سنتين بعد إنشاء النادي، ظهر إلى الوجود فرع كرة القدم لنادي الوداد الرياضي، والفضل الكبير في ذلك يعود للدكتور عبد اللطيف بنجلون التويمي، حيث كانت مساهماته مشهودا بها في تأسيس النادي الأحمر، و إدارته و أيضا الإهتمام بتوسيع نشاطاته وفروعه، التي إمتدت من الرياضات المائية إلى فرع كرة السلة سنة (1938) وفرع كرة القدم سنة 1939.

بعد تأسيس فرع كرة القدم، تولى الأب الروحي لكرة القدم الوطنية بصفة عامة والبيضاوية خاصة، زمام المسؤولية والحديث هنا عن محمد بن الحسن التونسي العفاني، المعروف اختصارا بـ”الأب جيكو”، الذي وضع اللبنة الأولى في تاريخ حافل بالألقاب للفريق القادم من المدينة القديمة بالبيضاء، بتشكيله لأول فريق لكرة قدم يحمل إسم الوداد الرياضي.

صورة لأول تشكيلة لفريق الوداد الرياضي

 

الوداد بقيادة الأب جيكو

في أول مواسمه رفقة الوداد الرياضي، نجح الأب جيكو، في قيادة الفريق الأحمر للقسم الممتاز، لتكون بذلك الانطلاقة الفعلية للفريق الأحمر، داخل الساحة الكروية المغربية، حيث وبعد سنوات قليلة من إنشائه، بسط الوداد سيطرته على المشهد الكروي، فبعد أن انهزم في نهائي البطولة وكأس المغرب والسوبر المغربي سنة 1942/1943، لم يستسلم رجال الأب جيكو، لتتواصل محاولات التتويج باللقب الغالي، وهو ما نجح في تحقيقه الوداد في موسم 47/48، بعد أن نجح الأب جيكو في قيادة الوداد لتحقيق لقب البطولة لأول مرة في تاريخه بفضل الثلاثي الذهبي شتوكي، ادريس، وعبد السلام.

تواصلت سيطرة الوداد الرياضي على البطولة المغربية، للمواسم الثلاثة الموالية، حيث توج الفريق على التوالي بطولة 48، 49، 50، و51، إضافة إلى تتويجه بالعديد من الألقاب خلال هذه السنوات ككأس المغرب وكأس شمال إفريقيا وبطولة شمال إفريقيا والسوبر المغربي.

سنة واحد بعد تتويجه مع الوداد باللقب الرابع على التوالي في البطولة، رحل الأب جيكو، عن الوداد سنة 1952، بعد خلافاته مع مسيري الفريق الأحمر، تاركا وراءه فريقا يضرب له ألف حساب في المشهد الكروي المغربي.

الوداد بعد رحيل الأب جيكو

بعد رحيل الأب جيكو، فشل الوداد في الحفاظ على لقبه الذي سيطر عليه طوال أربع سنوات، وغاب عن منصات التتويج، حتى الموسم الأخير في فترة الحماية، حيث حاز الوداد على النسخة الأخيرة من بطولة المغرب حينها سنة 1955.

البطولة الوطنية بعد الاستقلال

  • من سنة 1956 إلى 1975

بعد استقلال المغرب، نجح الوداد الرياضي في تحقيق لقب أول بطولة وطنية تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم موسم 56/57، ليغيب بعدها الأحمر عن منصات التتويج لـ9 سنوات كاملة، قبل أن يتوج بلقب سنة 66 وبعدها بلقب سنة 69، قبل أن تنطفئ شعلة الحمر مجدد لعدة سنوات.

  • من سنة 1976 إلى 1985

موسم 75/76، عرف عودة الوداد لمعانقة درع البطولة بعد 7 سنوات من الغياب، واستمرت سيطرة الحمر على اللقب لموسمين متتالين 76/77 و77/78، بجيل عبد المجيد سحيتة، العربي أحرضان، مصطفى شكري “بيتشو”، أحمد مجاهد، شيشا، كيتا وغيرهم، الذين نجحو في توشيح قميص الفريق نجمته الأولى بتحقيق اللقب العاشر للحمر سنة 1977.. قبل أن يعود الوداد للتنازل عن توهجه أمام تألق الفرق المنافسة، حيث عجز الوداد على تحقيق اللقب لثمان سنوات متتالية.

  • من 1986 إلى 1993

سنة موسم 1986، عاد فريق الوداد للفوز بدرع البطولة الثاني عشر في تاريخه، لتبدأ بعدها رحلة الجيل الذهبي للقلعة الحمراء، الذي سيطر ونجح في تحقيق جميع الألقاب الممكنة بداية من سنة 1990، بقيادة نور الدين نيبت، رشيد الداودي، فخر الدين رجحي، موسى نضاو، فاسيلي، حسن بنعبيشة، جيلالي فاضل، حسن ناظر، وغيرهم من النجوم بقيادة الداهية الأوكراني سيباستيانكو يوري، الذي قاد الوداد لتحقيق لقب البطولة سنوات 90، 91، و93، قبل أن تبدأ فترة السقوط من على عرش البطولة لمدة 13 سنة على التوالي.

  • من سنة 2006 إلى 2010

بعد غياب دام لـ13 سنة عن منصات التتويج، فشل خلالها الوداد في الفوز بالبطولة، بعد اكتساح رجاوي للقب طوال 6 سنوات متتالية، ثم ضياع لقب من أرض الإنبعاث سنة 2002، عاد الوداد الرياضي لمنصات التتويج سنة 2006، بعد تعادل مثير في مباراة الديربي أمام الغريم الأزلي الرجاء الرياضي، ليعلن الوداد نفسه بطلا للمرة 16 في تاريخه، بقيادة محمد بنشريفة، هشام اللويسي، فوزي لبرازي، هشام جويعة، والمدرب البرتغالي جوزي روماو.. أربع سنوات بعد ذلك عاد الوداد للتتويج بلقبه الـ17، بقيادة فخر الدين رجحي، الذي تولى مهمة قيادة الفريق في المباريات الثالث الأخيرة خلفا لبادو الزاكي.

  • البطولة الإحترافية 2012 حتى الآن

بعد انطلاق البطولة الإحترافية موسم 2011/2012، عاش الوداد فترات عصيبة في مشاوره في البطولة الوطنية، قبل أن يعيد الفريق ترتيب أوضاعه الداخلية والعودة بقوة للواجهة الوطنية، بداية من موسم 2014/2015، حيث نجح في السيطرة على مقدمة الترتيب والتتويج باللقب سنة 2015، و2017 ثم 2019، ليحصد بذلك جيل إبراهيم النقاش، صلاح الدين السعيدي، عبد اللطيف نصير، اللقب 18، 19 والعشرين في تاريخ النادي، ويتزين الشعار بنجمة جديدة.

بنجومه المتخلفة طيلة هذه السنوات كتب الوداد تاريخه في سجل الكرة الوطنية، بأحرف من ذهب، وفرض نفسه زعيما لأندية البطولة على مستوى عدد الألقاب، بالرغم من المنافسة القوية للفرق الوطنية على غرار الغريم التقليدي الرجاء الرياضي، والجيش الملكي.

سا بينتو: مباراة الجيش في دوري الأبطال مختلفة عن مواجهتنا في البطولة




whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى