الاتحاد الأوروبي يسارع الزمن لإنقاذ الموسم الكروي من شباك كورونا
تضغط الأندية الأوروبية بقوة لمواصلة منافسات الدوري المتوقفة، حتى ولو من خلال مباريات بدون جمهور. رئيس اليويفا يستسلم ويطرح لأول مرة موعدا زمنيا في سبيل “إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
بدأ العد العكسي بالنسبة لكبار مسؤولي كرة القدم الأوروبية، فلا بد من التحرك وبسرعة. وهو الموقف الذي عبّر عنه بوضوح رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) ألكساندر تشيفرين، في تصرحات نشرتها صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية نهاية الأسبوع.
وبعد أن توقفت جميع الدوريات الكروية الأوروبية إثر انتشار وباء كورونا المستجّد، باستثناء روسيا البيضاء، فإن المطلب المرفوع الآن من قبل الأندية المتخبطة بفعل توقف المداخيل، هو تحديد إلى متى يستمر الأمر.
الرد وبعد الضغوط جاء على لسان رئيس اليويفا الذي اعتبر أنه يمكن مواصلة اللعب نهاية مايو/ أيار، أو حتى نهاية يونيو/ حزيران، عدا ذلك “سنخسر الموسم”، يشدد الأخير.
ويعد هذا التصريح الأول من نوعه منذ توقف المباريات بسبب الجائحة العالمية، والأول من أعلى هئية تنظيمية لكرة القدم الأوروبية.
الأندية تبحث عن الخلاص
ويأتي ذلك بعد أسابيع من التنسيق مع ممثلين عن الدوريات في الدول الأوروبية لإعداد “تقويم كورونا الزمني”. الموعد الأول الذي كان مطروحا في 14 من أبريل/ نيسان، والذي كان الخيار الأول للأندية لم يعد بطبيعة الحال قائما. فأعداد الوفيات اليومية والمهولة في كل من إسبانيا وإيطاليا تحديدا، يجرد عودة المباريات حتى بدون جمهور من أي مصداقية أخلاقية.
غابريل غرافينا، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم استبعد العودة في بداية مايو/ أيار، معتبرا أنه “من المبكر جدا” تحديد موعد.
ما قاله رئيس اليويفا يعتمد على فكرة مواصلة اللعب حتى بداية المسوم القادم رسميا، ويعني ذلك تأجيل انطلاقة الموسم الجديد لأسابيع أخرى، والشرط الأساسي لذلك قد تحقق من قبل اليويفا سلفا، وذلك بإرجاء نهائيات أمم أوروبا “يورو 2020” إلى صيف عام 2021، أي أنه عمليا التأجيل ممكن، يكفي فقط تمديد آجال عقود اللاعبين إلى ما بعد نهاية يونيو/ حزيران، وهو أمر قيد البحث أصلا.
في ذات الوقت يظهر اليويفا متحفظا لفكرة إقامة مباريات دون جمهور، فتشيفرين لا يريد إلى غاية اللحظة تصور نهائي دوري الأبطال دون جمهور، رغم إدراكه أن التجمعات البشرية ممنوعة وفق توصيات خبراء الفيروسات ومكافحة الأوبئة.
من جهتهم، لا يتفانى رؤساء الأندية على غرار رئيس نادي دورتموند الألماني هانس يوآخيم فاتسكه بإطلاق تحذيرات عبر وسائل الإعلام بأن مداخيل البث هي الملاذ الوحيد من أجل البقاء، كحل أقل مرارة في اللحظة الراهنة.
انتقادات لليويفا
الدولي الألماني السابق فيليب لام، كان أول من شكك في نجاعة اقتراح رئيس اليويفا متحدثا إلى صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الصادرة أمس الأحد عن الدروس المستقاة قبل الأزمة وتحديدا “التجربة مع الأسابيع التي تقام فيها جولتان معا، والتي أظهرت صعوبة شديدة في إعداد جدول المباريات”، والآن “أصبح الأمر أكثر صعوبة من السابق”، يقول لام.
يذكر أن 36 ناديا ألمانيا هم كل أندية الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) بدرجتيه الأولى والثانية ستلتقي غدا الثلاثاء في اجتماع أطلق عليه إعلاميا “اجتماع كورونا”.
ولا ينتظر أن يخرج عن هذا الاجتماع قرارات تذكر سوى تزكية موعد 30 من الشهر الجاري كموعد أدنى لتوقف المنافسات.
ويبدو أن الساهرين على كرة القدم استوعبوا جيدا أنهم ليسوا من يضبط إيقاع التطورات حاليا. فهذه المرة أوكلت المهمة أولا إلى فيروس كورونا المستجّد الذي يتقدم ويتقدم دون منافس،ثم إلى السياسية التي باتت أكثر من أي وقت مضى تتحكم في الرياضة.
وكان رئيس نادي فرانكفورت فريدي بوبيتش الأبلغ في تلخيص الوضع حين قال لقناة “سكاي” الألمانية: “نحن (الأندية) نجلس على المقعد بجانب السائق، ومقود القيادة ليس بيدنا”.
وبالفعل الأمر كذلك. والنتائج سوف تكون وجودية بالنسبة للعديد من الأندية، حالهم في ذلك حال الجميع. فكورونا لا يفرق بين الفقير والأمير.