المغرب الفاسي يساهم في تأهل الرجاء والوداد لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.. كيف ذلك؟
بالرغم من غيابه عن الساحة الإفريقية لما يزيد عن 4 مواسم، وممارستهم في بطولة القسم الوطني الثاني منذ موسم 2016، إلا أن فريق المغرب الفاسي أبى إلا أن تكون له بصمة في تألق ممثلي الكرة الوطنية في دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، والحديث هنا عن تألق الرجاء والوداد البيضاويين، بعد تأهله لنص نهائي “التشامبيونزليغ الإفريقي”، أمس السبت.
ونجح الرجاء الرياضي في تحقيق تأهل تاريخي بعد غياب دام لسنوات عديدة عن المربع الذهبي، بعد عودته ببطاقة التأهل من قلب لومومباشي وبتحديد ملعب تي بي مازيمبي الكونغولي، بالرغم من هزيمته بهدف دون رد، وذلك بتفوقه ذهابا بهدفين نظيفين.
نفس الشيء نجح فريق الوداد الرياضي في تحقيقه، بعدما تأهل للمرة الرابعة في السنوات الخمسة الأخيرة للمربع الذهبي، بعد عودته بتأهل مثير من قلب ملعب رادس، بعد انتهاء مبارتي الذهاب والإياب أمام فريق النجم الساحلي بنتيجة (2-1).
تأهل قطبي الدار البيضاء، جاء بعد جهد كبير من طرف لاعبي الفريقين، لكن نصيب الأسد من التألق حازه كل من أنس الزنيتي حارس الرجاء، وأحمد رضى التكناوتي حامي عرين الوداد، وهو الأمر الذي يعيد فضل التأهل في الأخير لفريق المغرب الرياضي الفاسي بكونه كان الفريق الأم للحارسين الذين يقودان مشعل الكرة الوطنية على المستوى القاري حاليا.
أنس الزنيتي
موسم 2011/2012 عرف البداية الفعليه لأنس الزنيتي رفقة فريقه الأم المغرب الفاسي، فقد بدأ الزنيتي في نقش إسمه في الساحة الوطنية منذ أولى مبارياته رفقة “الماص”، بعدما قاد النمور للتتويج بكأس الكونفيدرالية الإفريقية على حساب النادي الإفريقي سنة 2011، عقب تصديه لركلتي جزاء وتسجيله لضربة الترجيحية الأخيرة، مهديا فريقه لقبا إفريقيا غاليا، بعدها رحل الزنيتي عن المغرب الفاسي صوب الجيش الملكي قبل أن يحط الرحال في الدار البيضاء وتحديدا في الجانب الأخضر للمدينة، ليبدأ معها صفحة تألق جديد، حاز خلالها رفقة النسور لقب كأس العرش وكأس الكونفيدرالية والسوبر الإفريقي.
وبالعودة لمباراة أمس فقد كان الزنيتي رجلا للمباراة بدون منازع، “سبايدرمان” كما يحلو لجماهير الرجاء مناداته، كان بطلا حقيقيا وسد كل المنافذ أمام غربان مازيمبي، بعدما نجح في التصدي لـ 9 محاولات للفريق الكونغولي، كانت من ضمنهم ضربة جزاء كان ستعيد المباراة لنقطة الصفر، تسبب فيه الحارس بعدما اضطر للخروج بعد خطأ في التغطية الدفاعية، قبل أن يكفر عن غلطته وغلطة دفاعه بالتصدي لها بطريقة حراس مرمى كرة اليد، ليهدي بذلك فريقه تأهلا تاريخيا لمباراة نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، وهي المرحلة التي غاب عنها الرجاء منذ سنة 2005.
أحمد رضى التاكناوتي
صاحب الـ23 سنة، مستقبل حراسة المرمى الوطنية، كانت بداياته في فريق المغرب الرياضي الفاسي، تدرج عبر الفئات السنية للماص، قبل أن ينتقل لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، من أجل صقل مواهبه أكثر.. موهبة لم تحتج الكثير من الوقت لتحضى باهتمام كبار الأندية الوطنية، ففي سن 18 ربيعا، انتقل إبن مدينة فاس لفريق نهضة بركان، الذي جاوره لثلاث سنوات، قبل أن يرحل صوب فريق الوداد موسم 2016/2017، كانت البداية صعبة لم يجد موطئ قدم في الفريق لينتقل لفريق انتحاد طنجة على سبيل الإعارة، ويكون سببا في حرمان فريقه الأصلي من التتويج بدرع البطولة، بعدما توج بها رفقة الأزرق الطنجي على حساب الوداد الرياضي.
تألقه ذلك الموسم كان من أهم الأسباب التي عجلت بعودته للوداد، ليصير بعدها حارس الفريق الأساسي، مواصلا بذلك تألقه ومتوجا بلقب البطولة للموسم الثاني على التوالي.
التكناوتي كان من العناصر الأساسية في تألق الموداد الموسم الماضي وتأهله لناهئي دوري الأبطال، والذي كانت نهايتيه معروفة في ما بات يعرف بفضيحة رادس، كل ما عاشه الفريق لم يثني لن عزيمته شيء، فرغم المشاكل التي يعيشها الأحمر هذا الموسم، إلا أن الفريق يشق طريقه بثباث نحو النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد تأهله أمس من قلب نفس الملعب الذي شهد كابوسه الموسم الماضي ملعب رادس.
وبالعودة للمباراة، فقد كان هناك رجل واحد نجح في كبح جماح فريق النجم الساحلي، بشهادة الجميع وهو أحمد رضى التكناوتي، أو كما يحلو لجماهير الوداد بتسميته “سوبر تيتي”، فقد كان عند تطلعات الجماهير وكان بالفعل “سوبر” بعدما أوقف معضم هجمات النجم الساحلي والتي بلغ عددها 6 كرات مؤطرة تصدى منها لـ5 مانحا فريقه بطاقة العبور لمباراة نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا للمرة الرابعة في خمس مواسم الأخيرة والثانية على التوالي.
الوداد والرجاء، أمل الكرة المغربية للتتويج بلقبها السابع في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، الفريقين على بعد مبارتين من بلوغ نهائي تاريخي، قد يحتضنه مركب محمد الخامس لأول مرة في نظام النهائي الجديد الذي أقرته الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، فهل يستمر توهج أبناء العاصمة العلمية ونشاهد نهائي مغربي تاريخي لأول مرة في نهائي دوري الأبطال؟ ذلك ما ستجيبنا عنه مباريات نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بين قطبي الكرة المغربية الرجاء والوداد، ونظيرتها المصرية الزمالك والأهلي، أيام 1 و2 ماي المقبل و8 و9 من نفس الشهر.